الجمعة 19 رمضان 1445 هـ || الموافق 29 مارس 2024 م


قائمة الأقسام   ||    قصائد متنوعة    ||    عدد المشاهدات: 4925

قصيدة الحرب اليمنية

(ضمن سلسلة قصائد متنوعة)
الحلقة (4)
بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني


أرجو أن يفهم الجميع قصيدتي وفقاً لمقصدي وكلماتي، فأنا يمني كغيري ممن يئن ويشعر بوطنه وما آل إليه من الدمار والخراب.
لست مع أي طرف، بل أنا ابن اليمن، أحب السلم والأمن والاستقرار لوطني ولكل أوطان المسلمين، وأحب جمع الكلمة بعيداً عن الطائفية والعمالة والارتزاق، ووفقاً لكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وعلى هذا المنهج خطيت قصيدتي التالية التي تترجم نفسها، وقد كتبتها بدمع العين، وأنين القلب في ليلة مظلمة، بعد أيام من اندلاع الحرب المدمرة، ورأيت الآن نشرها في هذا اليوم الأحد وهو الثالث من شعبان لعام 1438 هـ، الموافق لتاريخ 30/ ابريل لعام 2017م، والتي قلت فيها على البحر البسيط :
بَكَيْتُ صَنْعَاءَ وَالْأَجْوَاءُ تَسْتَعِرْ ... وَبِتُّ سَهْرَانَ لَا أُنْسٌ وَلَا سَمرُ
وَبِتُّ أَسْأَلُ نَفْسِيْ وَالْجَوَىْ وَجِلٌ.... وَفِي الْفُؤَادِ أَنِيْنٌ كُلُّهُ كَدَرُ
كَيْفَ الْمَبِيْتُ وَصَنْعَاْ كُلُّهَاْ شَرَرٌ ... و(الإفُّf) تَقْذِفُ وَالنَّيْرَانُ تَنْهَمِرُ
مَا الحَلُّ؟! مَا الحَلُّ؟! والْحُوْثِيُّ يُعْلِنُهَا ... مِنْ فَوْهَةِ النَّارِ وَالأَجْسَادُ تَنْدَثِرُ
المَوْتُ فِيْ سُوْقِهِ مَا لا كَسَادَ بِهِ... يَلُفُّ جَمْعًا فَلا يُبْقِيْ وَلا يَذَرُ
بِأَعْنَفِ الْقَتْلِ مَاتَ النَّاسُ وانْكَسَرَتْ... حَيَاتُهُمْ كَمْ وَأَقْدَامًا لهَا بَتَرُوا
بِأَبْشَعِ الْعُنْفِ أَشْلَاءٌ تُفَتِّتُهَا... مَخَالِبُ الْمَوْتِ أَرْقَى مَا قَدِ ابْتَكَرُوا
فَلا سِوَى المَوْتِ إِلَّا الْخَوْفُ يَحْكُمُهَا ... وَالأَمْرُ ضَاقَ وَقَلْبُ الحُرِّ مُنْصَهِرُ
هُنَا يُلَمْلِمُ صَوْتُ النَّعْيِ نَائِحَةٌ... هُنَا الدِّمَا، وَهُنَا بِالْقُرْبِ مُعْتَذِرُ
وَالشَّعْبُ يَهْرَعُ مِنْ بُنْيَانِهِ فَزِعَاً ... يَغَادِرُ الدَّارَ لَا مَأْوَى وَلَا شَجَرُ
هناكَ قَتَلَىْ وَجَرْحَىْ فِيْ مَسَاْكِنِهِمْ ... وَالْأَرْضُ تَرْجِفُ وَالنِّيْرَانُ تَنْتَشِرُ
والأمُّ ثكْلى وهذَا الطِّفْلُ مُحْتَرِقٌ ... تصيحُ يا ربّ طفلي ماتَ يَسْتَعِرُ
يا ربّ أشْكُوكَ مَا ذَنْبِيْ كَأرْمَلَةٍ... يَمُوْتُ طِفْلِيْ بِنَارٍ أصلها سَقَرُ
الرُّوْحُ نَاكِصَةٌ وَالْعَيْنُ شَاخِصَةٌ ... والنَّبْضُ وَاقِفَةٌ والصَّبْرُ يَنْتَحِرُ
الدَّمْعُ سَاكِبَةٌ والآهُ نَاحِبَةٌ ... والنَّارُ كَاتِبَةٌ مَا تَكْتُبُ الشَّرَرُ
كُلُّ الْمَحَطَّاتِ دُوْنَ الأَمْنِ مُوْصَدَةٌ ... كُلُّ الخيَارَاتِ نَارٌ وَالْفَضَا عَسِرُ
لِأَجْلِ مَنْ يَا إِلَهي الْحَرْبُ قَائِمَةٌ ... لأَجْلِ كُرْسِي عَلاهُ الْعَارُ والْخَوَرُ
جَرُّوا البِلَادَ لِحَرْبٍ وَهْيَ فِيْ دَعَةٍ ... عَنْهَا، فَيَا لَيْتَهُمْ يَا لَيْتَهُمْ شَعَرُوا
لأجلِ شِرْذِمَةِ الأوباشِ مَن غرَسَتْ ... لنا شرارةَ ويلٍ كُلُّهَا ضَرَرُ
لِأَجلِ أَجْلافِ جَهْلٍ قَادَهُمْ عَجَلٌ... لهمْ قلوبُ حجارٍ، قادَها غجرُ
سَأسْكُبُ الدَّمْعَ آهاتٍ على يمنٍ ... يئنُّ من ظُلْمَةِ الأوغادِ يعتَصِرُ
سَأسْكُبُ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنِيْ عَلَى وَطَنٍ ... حَيِيْتُ فِيْهِ وَأَصْلِيْ مِنْهُ يَنْحَدِرُ
سَأسْكُبُ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنِيْ لأَنْثُرَهُ ... على رُفَاتِ بِلادٍ حَلَّهَا الْخَطَرُ
بِهِ سَأْرْسُمُ ألواحاً مُزَخْرَفَةً ... شِعارُهَا الحُزْنُ وَالدَّمْعَاتُ والْكَدَرُ
بِهِ سَأكْتُبُ أَحْدَاثًا مؤرخةً ... يَشُوْبُها الذُّلُّ لا عِزٌّ وَلا ظَفَرُ
أُحَدِّثُ الجِيْلَ عَنْ تَارِيْخِنَا سَلَفًا ... لِيَعْلَمَ الجِيْلُ آهَاتِيْ وَمَنْ غَدَرُوا
وإِنْ بَدَتْ بَسْمَةٌ مِنْ سِنِّ صَاحِبِهَا... فِإِنَّما الفَالُ، أَمَّا الْقَلْبُ يِنْعَصِرُ
يا (طَلَّةَ) الفَجْرِ، قَدْ طَالَ الْهَوَى، وَأَنَا ... عَلَى أَحَرَّ مِنَ الجمْراتِ أَنْتَظِرُ




اقرأ أيضا



للتواصل معنا

فايس واتساب تويتر تلغرام