السبت 7 ذو القعدة 1444 هـ || الموافق 27 ماي 2023 م


قائمة الأقسام   ||    سلسلة مراجعات في الحقل الدعوي    ||    عدد المشاهدات: 1165

التعصب للمشايخ وأقوالهم
ضمن سلسلة مراجعات في الحقل الدعوي
الحلقة (2)
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني


من خفة العقل وقلة العلم أن يقلد الطالب أو المحب دينه شيخا درس عنده أو أحبه، فيجعل كل ما يقوله شيخه هو الحق المبين وما دونه فباطل وضلال، حتى لو أن شيخه فسَّق أو ضلل أو بدَّع من خالفه ممن عرف بالعلم والاستقامة، سلط سيفه لنصرة هذا الشيخ وأعلن العداء ضد هؤلاء الذين غلط عليهم شيخه والب من حوله من الطلاب والعوام والمحبين له ولشيخه للنيل من عرض كل من ظلمهم شيخه وأخطأ في حقهم، والأدهى والأمر أن يشجعه شيخه ويشجع أمثاله من صغار الطلاب وعوام المحبين للتعصب لأقواله والطعن في أعراض مخالفيه من أهل الفضل والعلم.

أيها الطالب المغرر به: اتئد وارفق بنفسك فأنت في بداية الطريق فلا تكن أداة لأحد وكن استقلاليا إلا للحق الذي لا يوجد فيه أدنى شك.

احذر أن تجعل شخصك المستقل بيد غيرك يقوده إلى حيث شاء.

اثبت على الهدى والمنهج الصحيح واحذر من الانزلاق في الهاوية والتحزب باسم الدين والدفاع عن المنهج والسنة، فلا تكن مطية لتكثير سواده، أو تشجيع انتقامه من خصومه الذين خالفوا هواه، فقد يكون نصيبك في نهاية المطاف حصة من الطعن، فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل.

واعلم علم اليقين: أن من نصر ظالما - ولو كان الظالم عالما - اذله الله وابتلاه وصار له من الجزاء من جنس ما عمل، وكما تدين تدان فلا تضيع وقتك في ما يضرك ولا ينفعك ولا تظلم غيرك، وتتحمل أوزارهم يوم العرض على الله لأجل أن يدنيك شيخك منه أو يمتدحك مقابل تعصبك له، واطلب العلم واشغل نفسك فيه وفي العمل به، بعيدا عن الخلافات التي تقع بين بعض المشايخ، وتخلق بأخلاق الأنبياء والمرسلين واتباعهم الصالحين العارفين تسلم من الزيغ والضلال المبين.

وفق الله الجميع لطاعته وألهمهم رشدهم.

حرر قبيل فجر يوم الخميس بتاريخ 22 ذي الحجة 1443 هجرية الموافق 21 يوليو 2022 ميلادية بمدينة الرياض حرسها الله.




اقرأ أيضا



للتواصل معنا

فايس واتساب تويتر تلغرام