الحل الأمثل في التعامل مع المخالف فردا كان أو جماعة
ضمن سلسلة مراجعات في الحقل الدعوي
الحلقة (5)
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
الخلاف شر وابتلاء، ولا يمكن لأحد من البشر أن يقضي عليه وخصوصا في عصرنا الحاضر، والحل الأمثل أن نتعاون فيما اتفقنا عليه وينصح بعضنا بعضا في ما اختلفنا فيه، مع مراعاة الهجر حسب المصلحة والمفسدة والزمان والمكان كما سيأتي تفصيله.
فالساحات الإسلامية مليئة بالأفكار والمناهج الحزبية التي يحملها كثير من المسلمين، فهذا قومي متحزب لقوميته وآخر إخواني متحزب لجماعته وذاك طالب علم متحزب لكل ما يصدر من شيخه إلا من سلمه الله، واخر متحزب لمذهبه، وهلم جرا.
ولا شك أن كل هؤلاء بتحزبهم لغير الحق مذمومون.
ويلزم المسلم المتعلم المحافظ الغيور على دينه نصحهم بالعلم والحلم وذلك بإقامة الحجج وإزالة الشبه مع بيان أن الالتزام بالكتاب والسنة هو السبيل الأقوم لإنقاذ الأمة مما هي فيه من المنزلقات والتقهقر.
فمن استجاب للحق فانعم به وحيا هلا، ومن عاند وكابر فاللائمة عليه، ويبقى أخي في الإسلام، له حق النصيحة كلما كانت الفرصة متاحة.
أحبه على قدر ما فيه من إيمان وأبغضه على قدر ما فيه من عصيان، ما لم تكن بدعته مكفرة، فهذا يجب هجره وإعلان التحذير منه ومن بدعته حتى يتقي الناس شره، ويلزم من لديه أهلية مناظرته لإسقاط بدعته المكفرة ولعله أن يتوب منها، وأما المبتدع الذي بدعته دون الكفر فيجب التحذير من بدعته.
وأما هجره فحسب المصلحة والمفسدة والزمان والمكان كما حققه علماء الإسلام رحمهم الله، وقد بسطت ذلك في مواضع من كتابي الوثيقة المهمة طبعة دار اللؤلؤة.
والله من وراء القصد.
حرر بمدينة الرياض قبيل فجر يوم الأربعاء بتاريخ 12 محرم 1444 هجرية الموافق لـ 10 أغسطس 2022 م