الثلاثاء 2 جمادى الآخرة 1446 هـ || الموافق 3 دجنبر 2024 م


قائمة الأقسام   ||    مختصر المنتقى من الفتاوى وزياداته    ||    عدد المشاهدات: 5636

حكم العيش في بلاد الكفار بسبب ظروف معيشية أسرية ومرضية
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني


س 681: أنا فتاه في السابعة والعشرين ولست متزوجة، ولدت في بلد عربي، وأخي الأصغر معاقٌ ذهنيًّا منذ ولادته، وبسبب عدم وجود الجهات المساعدة والعناية الكافية هاجرنا أنا وأمي وإخوتي الأربعة إلى بلد غربي، والدي ظل في البلد العربي لأسباب عمله تقريباً سنة، فقررنا أن نجرب العودة إلى بلدنا العربي الإسلامي لعل الوضع أن يتحسن، ولكن بعد العيش فيها سنة كاملة، فإن أخي لم يجد مصادر العناية، وحالته تدهورت صحياً ونفسياً، فقررت أمي العودة للبلاد الغربي. 

سؤالي -فضيلة الشيخ- هو عن حكم عيش المسلم في دول الغرب نظرًا لمَن حاله مثلنا، وما حكم البقاء أنا وإخوتي هنا في هذا البلاد الغربي، وهل أمي هي الوحيدة التي يحق لها المعيشة في هذه البلد الغربي بحكم رعايتها لأخي، ونحن لا يجوز لنا؟ مع العلم أن أمي كبيرة في السن وتحتاج من يرعاها هي وأخي الأصغر، ولديها هي أيضاً مشاكل صحية، أفتونا بارك الله فيكم.

ج 681: ما دام أمك كبيرة في السن وهي في حاجة إلى رعاية، ولكونها -أيضاً- ترعى أخاك فلا مانع أن ترافقيها أنتِ وكافةُ إخوانك، وأن تعيشوا معها في بلاد الكفر، لكن مع الحذر من الفتن العظام التي توجد في تلك البلاد الغربية.

فقد ثبت في مسند الإمام أحمد وغيره أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْ مُشْرِكٍ يُشْرِكُ بَعْدَمَا أَسْلَمَ عَمَلًا، أَوْ يُفَارِقُ الْمُشْرِكِينَ"([1])، وقال في حديث آخر: "أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ"([2]).

وما هذا التشديد النبوي إلا من باب الحذر من خطر العيش في بلاد الكفار، فإذا أمنت هذه الفتاة وأهلها على دينهم، فلا حرج إن شاء الله، وبالله التوفيق.


[1] أخرجه الإمام أحمد في "المسند" رقم (20037)، من حديث بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده. 

[2] أخرجه الترمذي في "السنن" [كتاب السير - باب كراهية المقام بين أظهر المشركين (3/252 رقم 1604)]، وأبو داود في "السنن" [كتاب الجهاد - باب النَّهْىِ عَنْ قَتْلِ مَنِ اعْتَصَمَ بِالسُّجُودِ، (1/349 رقم 2645)] من حديث جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-.




اقرأ أيضا



للتواصل معنا

فايس واتساب تويتر تلغرام