ضوابط استعمال الإنترنت في البيت
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
س 682: شيخنا بارك الله فيكم: نريد نصيحة وتوجيهاً منكم؛ حيث إنني لديّ في بيتي شبكة الإنترنت وذلك لحاجتي إليها في أمور ديني خاصة، مع العلم أنني متزوج وليس لي أولاد والحمد لله، وزوجتي ملتزمة بدينها، وعلى منهج سليم والحمد لله -أحسبها كذلك ولا أزكي على الله أحداً- المشكلة شيخنا -ولا أدري إن كانت هذه مشكلة- وهي أن زوجتي قليلة البضاعة في العلوم الشرعية مثلي، ولكنها تحب البيت وأشغاله من طبخ وحلويات وخياطة؛ مما يجعلها تجلس إلى الإنترنت للبحث عما تحتاجه، إلا أن الأشياء التي تحتاجها توجد بالصورة والصوت والفيديو، ويوجد غالباً في اليوتيوب، وما أدراك ما اليوتيوب الذي يستدرج ابن آدم، نسأل الله السلامة والعافية، وأنا أخاف على نفسي أولاً، ولا أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء، كما أني أخاف على زوجتي؛ فهل أقوم بقطع الإنترنت من البيت من أجل السلامة ودرء المفاسد المحتملة، مع حرمان نفسي وحرمان زوجتي من أشياء لا نجدها إلا في الإنترنت، سواء كانت دينية أو دنيوية، أو أبقيه؟ ما توجيهكم -أحسن الله إليكم-.
ج 682: لا شك أن الإنترنت له مساوئ ومنافع، ولا شك أن أي إنسان يدخله يكون معرضاً للفتنة، ولذا فنحن في زمانٍ القابضُ على دينه كالقابض على الجمر، وأنت أيها السائل إذا أمنت على نفسك وزوجك من الفتنة فأبقه، واستعمل هذه الشبكة فيما يقربك من الله، وكن على يقين أنك مسؤول أمام الله -عز وجل- في حال تفريطك وقصورك تجاه عبادتك بسبب شبكة الإنترنت.
وإذا لم يكن لك بهذه الشبكة حاجة، واستغنيت عنها حفاظاً على دينك فذاك، فإن السعيد من سلم من الفتن، وقد ثبت عند أبي داود وغيره عن المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- قال: "ايم الله لقد سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن السعيد لمَن جُنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن، إن السعيد لمن جنب الفتن"([1]).
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول كما في صحيح مسلم: "تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ"([2]).
والذي أنصحك به هو أن تتقي الله -عز وجل-، وأن تراقب ربّك في السر والعلن، وأن تنظر في أمرك بعين الاعتبار، وتسأله العفو والعافية، وبالله التوفيق.