حكم الاقتراض من البنوك الربوية من أجل شراء مسكن بفائدة لا تزيد نسبتها عن 01%
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
س 684: أنا مقبل على الزواج، وليس لي مسكنٌ خاص؛ نظرا لظروف المعيشة الصعبة، رغم أن لدينا مسكناً خاصًا بالعائلة، لكنْ خوفًا من المشاكل التي سوف أواجهها مع زوجة أبي مستقبلًا، قررت أن أشتري منزلًا خاصّاً بي، من أجل الاستقرار، لكن الوضع المادي متردٍّ، وغلاء العقار من جهة أخرى، وسؤالي هو: هل يجوز لي القرض من البنوك الربوية من أجل شراء مسكن، علماً بأن نسبة الفائدة هي 01%؟
ج 684: الربا خطره عظيم على النفس والحياة، ولا يحل لك أن تشتري هذا المسكن بهذه النسبة الربوية أو بأقل منها، وإلا فأنت محارِب لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-؛ فإذا وافقت على الشراء بالنسبة الربوية فإنك لا تقوى على مبارزة ربك، ولا تستطيع أن تتحمل عقابه الذي تستحقه بسبب الربا، قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ"([1]).
ثم اعلم أن أقل أبواب الربا إثماً عند الله كأن يزني الابن بأمه والعياذ بالله؛ فقد جاء في سنن ابن ماجه وغيره، والحديث حسن، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الرِّبَا سَبْعُونَ حُوبًا([2]) أَيْسَرُهَا أَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ أُمَّهُ"([3]).
فعليك الحذر من ذلك، وإلا كنت محارباً لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
كما أنصحك بالعمل وأن تصبر على ما أنت عليه؛ حتى يجعل الله لك فرجاً ومخرجاً، فإنه من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً، ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب، فاعمل وكُدَّ وابْنِ حياتك من حلال، تكن أسعد الناس، وبالله التوفيق.