حكم إعطاء المنزل لعائلة لا يعلم انضباطهم بالدين أو عوام
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
س 727: شيخنا -بارك الله فيكم، وسددكم للحق-: هل لي أن أترك بيتي لضيوفي لقضاء إجازة الصيف، مع العلم أنها عائلة محترمة -كما في مفهوم الناس- وكان لها عليَّ فضلٌ بعد الله –تعالى- في أمور دنيوية، ولكن المشكلة التي أخاف منها أنهم عوام ولا أدري أين يذهبون، ربما يذهبون للشاطئ للاستجمام زعماً ولا يخفى على أحد من الناس أحوال شواطئنا من العري والاختلاط؟
ج 727: ما دام وأنهم وصلوا إلى منطقتكم أو مدينتكم أو سيصلون لقضاء عطلة الصيف فلا شك أنهم سيأخذون لهم شقة أو بيتاً للإيجار، فإن أعطيتهم أنت بيتكَ للسكنى فيه حال مجيئهم، وإلا استأجروا؛ لكونهم قادرين على الاستئجار، وطالما أنهم عائلة فالأفضل أن تعطيهم البيت ما دمت لست بحاجته في وقت الصيف؛ اعترافاً منك بجميلهم، وشكراً منك على فضلهم عليك، وفي الحديث الصحيح عند الترمذي وغيره يقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"([1]).
وقولك: إنهم قد يذهبون إلى شواطئ غير لائقة بالمسلم؛ فليس عليك سوى نصيحتهم، بعد أن تكرمهم، وتكسب قلوبهم، ويشعروا أنك كريمٌ ودودٌ حكيمٌ، فإذا سكنوا في بيتك ورأيت أنهم ذهبوا مكاناً غير لائق بالمسلم فزرهم وانصحهم، وإلا فلا تفتش على خلق الله وما يصنعون.
وإذا نصحت فانصحهم بحكمة ولين، بطريقة سليمة مؤثرة تقع في النفس بمكان.
يقول الله تعالى: "وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً([2]) غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ"([3])، فإن فرعون قال: "أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى"([4])، وذنبه عظيم؛ حيث ادعى الربوبية والعلو المطلق، ومع ذلك بعث الله له موسى وهارون، وقال لهما: "فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى"([5])، مع أن الله يعلم أنه لن يتذكر ولن يخشى.
فكن حكيماً يقظاً رحمةً بمن حولك، والراحمون يرحمهم الله، وبالله التوفيق.
[1] أخرجه الترمذي في "سننه" [كتاب البر والصلة - باب ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك (3/505 رقم 1954)] وأبو داود في "سننه" [كتاب الأدب - باب في شكر المعروف (4/403 رقم 4813)] وغيرهما، من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه-.
[2] الفظُّ: هو الكريه الخلق، القاسي الذي لا ينفعل للخير.
[3] سورة آل عمران: (159).
[4] سورة النازعات: (24).
[5] سورة طه :(44).