دورة تدريس علوم الحديث
الحلقة (7)
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
أقسام الخبر باعتبار وصوله إلينا
ينقسم الخبر باعتبار وصوله إلينا إلى متواتر وآحاد.
أولاً المتواتر: وهو لغةً من التواتر بمعنى التتابع.
واصطلاحاً: الخبر الذي يرويه جمع عن جمع، يستحيل في العادة تواطؤهم على الكذب، ويكون مستند خبرهم الحس كحدثنا وأخبرنا.
وشروطه أربعة:
الأول: أن يكون الإخبار عن علمٍ لا ظن.
الثاني: أن يكون الجمع في كل طبقة من غير حد لعددهم.
الثالث: أن يستحيل في العادة تواطؤهم على الكذب.
الرابع: أن يكون مستند خبرهم الحس كحدثنا وأخبرنا.
فإذا حصلت هذه الشروط أفاد العلم اليقيني.
والتواتر نوعان: لفظي ومعنوي.
فالمتواتر اللفظي: ما تواتر لفظه كحديث "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار".
فإنه رواه نيف وستون من الصحابة منهم العشرة، والحديث مخرج في الصحيحين وغيرهما.
وحديث " نضَّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها "([1]) فإنه مروي عن نحو ثلاثين صحابياً.
ومنها: "إن القرآن أنزل على سبعة أحرف " فإنه مروي عن سبع وعشرين صحابياً، والحديث مخرج في الصحيحين وغيرهما.
والمعنوي: ما تواتر بمعناه كأحاديث رفع اليدين في الدعاء فقد ورد عنه -صلى الله عليه وسلم- نحو مائة حديث فيها "أنه رفع يديه في الدعاء" وهي في قضايا مختلفة، فكل قضية منها لم تتواتر بعينها، ولكن القدر المشترك فيها وهو الرفع عند الدعاء متواتر باعتبار المجموع.
وقد ألفت في الأحاديث المتواترة مجموعة من الكتب منها: كتاب الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة للسيوطي، ومنها كتاب: نظم المتواتر للكتاني.
ثانياً: الحديث الآحاد ، جمع واحد ، وهو لغة : ما يخبر به شخص واحد.
واصطلاحاً: ما كان دون المتواتر كأن يفقد شرطاً فأكثر من شروط التواتر.
وأكثر الأحاديث من سبيل الآحاد، ولا يلزم منها الصحة فمنها الصحيح وغيره.
وأقسامه ثلاثة: مشهور وعزيز وغريب.
وسيأتي بيانها بمشيئة الله في اللقاء القادم.
وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.
________________
([1]) أخرجه ابن ماجه بلفظه في سننه (افتتاح الكتاب في الإيمان وفضائل الصحابة والعلم ، باب من بلغ علماً (1/ 86 رقم 236) من حديث أنس بن مالك مرفوعاً ، والحديث أخرجه بمعناه الأربعة إلا النسائي.