النقدُ المرفوض .. لو كانو يعلمون!!
(ضمن سلسلة مقالات متنوعة)
الحلقة (7)
بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني
نفوس الخلائق كالزجاجة القابلة للكسر فإن أحسنت نقدها حببتها إلى نفسك وإن أسأت عرضتها لانكسار الخاطر وإرساء الضغائن التي لا تخطر ببال.
وهذا يعني أن نقد الخلائق مقبول ومرفوض، فمقبوله ما اشتمل على حسن المنطق، ومرفوضه ما دون ذلك.
والناظر اليوم إلى مجتمعنا الإسلامي يجد ما يكدِّر الخاطر ويدمي القلب ويبهت العقل لما يقوم به بعض أفراد هذه الأمة من النقد اللاذع والفحش الظاهر لمن يخالفه الرأي ولو في مسألة سائغٍ فيها الخلاف، ناهيك عن جملة الافتراءات والشتائم والدعاوي التي لا تقوم على برهان، وهذا يُنبئ عن خطر عظيم وشر مستطير.
ومهما يكن من شيء فإن صلاح الأمة لا يقوم على أساس الكراهية وإرساء العداوات وإجحاف الحقوق وإهمال ذوي القدرات العلمية بحجة خطأ أو هفوة أو يكون نقدك لغيرك بسبب ما تحمله من فكر يخالف الدين أو لما تنتسب له من طائفية تتنافي مع الشرع المطهر، فلا تظلم غيرك ظلما وعدوانا.
إن صلاح الأمة بتتبع هدي الإسلام والوقوف حيث وقف سلفنا الصالح، والالتزام بكتاب الله وسنة رسوله، فمنهما نأخذ ديننا واخلاقنا لا من حزب او شيخ أو طائفة أو فكر.
والعاقل من راجع نفسه عما سلف من الأخطاء، فإن العبد يرتكب الذنب اليوم ويتركه غداً بتوبة صادقة لكونه مجبولاً على الوقوع في الخطأ.
قال أبو الدرداء: إذا تغير أخوك وحال عما كان عليه فلا تدعه لأجل ذلك فإن أخاك يعوج مرةً ويستقيم أخرى.