قضية فلسطين قضية وطن إسلامي محتل
(ضمن سلسلة مقالات متنوعة)
الحلقة (24)
بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني
لقد كان الرئيس الألماني الأسبق أدولف ألويس هتلر يرى كغيره من عظماء أوربا أن اليهود يمثلون خطراً على دول العالم، وكان من أكبر أسباب منح الأوربيين دولة لليهود في فلسطين يرجع لكون اليهود أضروا أوربا من الناحية السياسية والاقتصادية والمجتمعية، مضافاً إلى ذلك عداوة الغرب للإسلام والمسلمين وهذا هو الأصل الأصيل، فلما رأوا أن اليهود قد أكثروا من الحديث عن فلسطين، ساعدوهم في الوصول إلى هذا الوطن البديل بدافع أربعة أسباب رئيسة:
الأول: بسبب عداوتهم للإسلام والمسلمين.
الثاني: لأجل التخلص من اليهود ومشاكلهم المتكررة في بلدان أوربا.
الثالث: حتى يشغلوا العرب باليهود لكي لا يفكروا يوماً من الدهر في إعادة " الخلافة الإسلامية"، حيث اجتمعت كلمة بعض كبار مسؤولي أوربا على تأسيس هذا الوطن القومي لهم، ورشحوا " آرثر جيمس بلفور " ليبعث رسالة إلى اللورد " ليونيل وولتر دي روتشيلد" يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية في إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وذلك بتاريخ 2 نوفمبر عام 1917م.
السبب الرابع: يعود إلى عهد هتلر، وموقفه من وعد بلفور بتسليم فلسطين لليهود وكرهه لهم، وذلك أن هتلر كان معارضاً لوعد بلفور وكان يكره اليهود، وقد تعاطف مع الفلسطينيين عندما كثرت هجرات اليهود إلى فلسطين، فأراد أن يكسب ود العرب وعطفهم ضد أعدائه اليهود، بل وعد العرب أنه إذا انتصر على الحلفاء في الحرب العالمية الثانية فسيخلصهم من اليهود، فتعاطف معه كثير من العرب وخصوصاً أن الاستعمار الفرنسي والبريطاني مسيطر على أجزاء كبيرة من الوطن العربي، والعرب يحاولون التخلص من الاستعمار البريطاني والفرنسي الذي كان يقاتل ضد جيوش الألمان، كما وعدهم بالخلاص من استعمار فرنسا وبريطانيا حال انتصاره، وكان يقول للألمان: "اتخذوا من الشعب الفلسطيني قدوة لكم، إنهم يكافحون الاستعمار والصهيونية العالمية ببسالة خارقة وليس لهم مساعد أو نصير"، وكان يرى سلمية المسلمين وخاصة العرب في أوربا.
وهذا السبب أخاف اليهود ودول الحلفاء من هتلر وخاصة أمريكا ودول أوربا المتعاطفة مع اليهود، فدفع العرب ضريبة هزيمة الألمان في الحرب العالمية الثانية بتسريع عجلة تطبيق وعد بلفور وتسليم أكبر أجزاء فلسطين كوطن قومي لليهود عام 1948م.
وقد يتسأل سائل ويقول: ولماذا هتلر يكره اليهود ؟
والجواب: يعود لعدة أسباب:
أولاً: سوء أخلاق اليهود ومعاملاتهم وقد عرفهم هتلر بهذه الصفة منذ صغر سنه حيث كان يعمل مع اليهود وهو صغير في جرف الثلج وتنظيف السجاجيد ورسم بعض البطاقات البريدية، وينام في المقاهي والشوارع والحدائق، وكان يعاني في هذه المرحلة مع اليهود الذين كانوا يعاملونه معاملة سيئة، لكونهم كانوا آنذاك المسيطرين على النمسا التي تربى فيها هتلر مع والديه قبل الانتقال إلى ألمانيا.
ثانياً: أنه كان يرى أن اليهود أكبر عدو للبشرية بسبب كثرة مكائدهم ومكرهم وحقدهم على غيرهم من النصارى وبقية أصحاب الأديان الأخرى، وهنا أتوقف لأقول : إن تاريخ اليهود منذ ثلاثة آلاف سنة إلى عام ١٩٤٦م يؤكد أنهم كلما عاشوا في بلدة خمسين سنة، تم ترحيلهم منها ومضايقتهم، وقتل بعضهم وتشريد البعض الآخر بسبب كثرة مكائدهم ومكرهم وحقدهم على غيرهم من الشعوب الأخرى، والتاريخ أكبر شاهد، ولعل المرحلة الذهبية التي استقر لهم الحال فيها هي مرحلة عام 1946م حتى كتابة هذه الأحرف بعد أن تمكنوا من التأثير على الدول العالمية الكبرى في أن يكون لهم احترام وفقاً للنظام الديمقراطي الهزيل، ومن باب العطف عليهم لكونهم عانوا على مدى ثلاثمائة سنة أنواعاً من التهجير والاضطهاد وكان آخرها في عهد هتلر خلال الأعوام " 1933م -1945م" ولا شك أن قسوة هتلر عليهم سبب من أسباب تمكينهم من فلسطين الموعودة لهم بوعد بلفور عام 1917م كما تقدم.
لقد كان اليهود في أوربا وأمريكا ودول العالم قوماً منبوذين مكروهين حتى وصولوا اليوم إلى درجة التفضيل عند الغرب على غيرهم من النصارى وأصحاب الأديان الأخرى، لكن شعوب العالم وحكوماتهم تدرك جيداً خطرهم على العالم، وسيأتي اليوم الذي تعود الكرة فيه إلى ما كانت عليه، لأنهم لا يتوقفون عن المكر والمكائد حتى ضد أصدقائهم الغرب، ولو تتبع المؤرخ أو السياسي اليوم إعلام العصر الغربي وقنواته لأدرك أن اللعبة بدأت تتغير وأن الدول الكبرى بدأت تتذمر كثيراً من أفعال اليهود من خلال اكتشاف سلسلة من الجواسيس التي تتبع دولة اليهود ضد الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا والدول الخمس العظمى الأخرى [ فرنسا، وبريطانيا، وروسيا، والصين وألمانيا].
نعم إنه مجرد وقت يسير وسينفجر الموقف العالمي ضد اليهود - بعز عزيز - وهذه سنة الله فيهم على مر الزمن، لأن حبال المكر مهما طالت فلن تبقى طويلاً، بل مصيرها الانقطاع، وأظن أن بداية الانفجار ضد اليهود سيكون من الحكومة الأمريكية نفسها لأن الشعب الأمريكي صار يتذمر من تصرفاتهم، ولتقفوا على ما يكتبه الشعب الأمريكي في تعليقاته على المنتديات والصحافة، ولن أكون مبالغاً لو قلت قد يقع اليهود في مصيدة جديدة كمصيدة هتلر وستالين، وذلك أن اليهود صاروا يسيطرون على الاقتصاد العالمي ويلعبون بالعملات من غير رحمة بالشعوب مما عرض أمريكا ودول أوربا إلى انتشار الفقر سريعاً، وهذا أكبر سبب دفع هتلر في عهده لاضطهادهم وقتلهم وتشريدهم واعتقال بعضهم،د. إذن مربط الفرس يكمن أن شعب أمريكا ودول الغرب يبحثون عن السلام والاستقرار والعيش الرغيد لكن يأبى اليهود بهذه التصرفات إلا أن تكيد لهم وتعرضهم للأزمات، فلا بد أن تتغير اللعبة ولا بد أن ينقلب السحر على الساحر، وأنا أعود بالقارئ الكريم إلى عهد الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله حين قدم إلى مدينة الظهران والتقى برئيس شركة التابلاين الأمريكية كما جاء في [ مذكرات الدواليبي ص201 وما بعدها] حيث قال له: " إن أي نقطة بترول تذهب إلى إسرائيل ستجعلني أقطع البترول عنكم"، ولما علم أن أمريكا أرسلت مساعدة لإسرائيل قطع عنها البترول، وقامت المظاهرات في أمريكا، يهتفون: " نريد البترول ولا نريد إسرائيل"، فاتهم الرأي العام أمريكا والصهيونية العالمية بقتل فيصل من خلال ابن عمه الذي كان يعيش بأمريكا حيث جاء وقتل عمه الملك فيصل رحمه الله.
فانت تلاحظ ان الشعب الأمريكي غضب من اليهود أشد الغضب بسبب ان اليهود كانوا سببا في قطع البترول عنهم، فلا بد من غضب عالمي على اليهود يعرضهم للأخطار نظرا لمكائدهم، فإن الله يمهل ولا يهمل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أهم المصادر والمراجع:
1- د. ﻤﺤﺴن ﻤﺤﻤد ﺼﺎﻟﺢ - ﺴﻟﺴﻟﺔ دراﺴﺎت ﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻟﺴطﻴﻨﻴﺔ - طبعة كولالمبور
2. جمال حسن أحمد- تاريخ القضية الفلسطينية- مخطوط
3. د.صادق بن محمد البيضاني – إلى أين يتجه المسلمون – مخطوط.
4- د. رأفت غنيمي - أمريكا والعالم في التاريخ الحديث والمعاصر- طبعة عين للدراسات والبحوث الإنسانية.
5-كوكبرن و جيفرى سانت كلير – كتاب التحالف الاسود - وكالة المخابرات الامريكية والمخدرات والصحافة.
6-مجموع صحف ومجلات عربية وأجنبية.
7- معروف الدواليبي - مذكرات الدواليبي.