الثلاثاء 5 ربيع الآخر 1446 هـ || الموافق 8 أكتوبر 2024 م


قائمة الأقسام   ||    مقالات متنوعة    ||    عدد المشاهدات: 5394

وفاة علامة الأردن الشيخ محمد النصر

(ضمن سلسلة مقالات متنوعة)
الحلقة (28)
بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني

 

لقد فارق الدنيا الشيخ العلامة المفسر المقرئ الجامع للقراءات العشر الدكتور محمد بن موسى آل نصر، ذلك العالم الجليل، صاحب الصوت الندي، والتفسير القرآني الجلي، والصفات الحميدة، والجواهر العلمية المفيدة، والمؤلفات والتحقيقات السديدة، والفتاوى الشرعية الرشيدة.

كان خبر وفاته مفاجئاً لي، فقد وصلني الاتصال الهاتفي إثر حادث السير المؤلم، فوقع ألمه على قلبي كالصاعقة المُفزعة، وذلك لمكانة أخي الكبير في قلبي، فاسترجعت ودعوت له بالرحمة والمغفرة، فهذا باب كل حي، ونهاية كل مخلوق.

كانت علاقتي بأخي الكبير الشيخ محمد بن موسى آل نصر علاقة حميمة منذ التقيت به عام 2002م بمنزل الأخ الكريم سالم بن برَّاك الظاهري بمدينة العين بدولة الإمارات، ثم توثقت العلاقة بيني وبين علماء الأردن وكان من جملتهم وفي مقدمتهم، والتقيت به مراراً بمدينة عمان خلال زياراتي إلى المملكة الأردنية.

ولما أسستُ قناة الأثر الفضائية كان له دور عظيم منذ انطلاقتها على مدار ست سنوات متتالية من خلال برامجه الشرعية المباشرة والمسجلة، ومن خلال توجيهاته وارشاداته، فقد كان من خيرة المشايخ المستشارين في هذا الجانب، وكانت له كلمةٌ عليَّ إذا أصر على رأيه الذي غالباً ما يكون فيه مصيباً، فله قدم السبق في العلم والفضل.

لقد فقدنا عالماً فاضلاً وأخاً عزيزاً كريماً، ولا نملك من البر له بعد وفاته سوى الدعاء الخالص في ظهر الغيب، وهذا هو العهد الذي بيني وبينه:

مَن عِندَهُ لِيَ عَهدٌ لا يُضيّعُهُ *** كَما لَهُ عَهدُ صِدقٍ لا أُضَيِّعُهُ

وَإِن تَنَلْ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتُهُ *** لا بُدّ في غَدِه الثّاني سَيَتْبَعُهُ

وإنْ يَدُمْ أبداً هذا الفراقُ لنا *** فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ

لقد توفي الشيخ في حادث سير قُبيل مدينة تبوك، في يومنا هذا الأحد بتاريخ 8 ربيع الأول عام 1439ﻫ، الموافق لتاريخ 26 نوفمبر عام 2017م، وكان مولده في مخيم بلاطة في مدينة نابلس في فلسطين عام " 1374هـ - 1954م ".

فرحمك الله وغفر الله لك يا شيخ محمد، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا: "إنا لله وإنا إليه راجعون".

وأنتَ وإن أُفردْتَ في دار وحْشةٍ *** فإني بدار الأنسِ في وحشة الفردِ

عليك سلامُ الله مني تحيَّةٌ *** ومنْ كل غيثٍ صادقِ البرْقِ والرَّعدِ

 




اقرأ أيضا



للتواصل معنا

فايس واتساب تويتر تلغرام