كيف يقتل الزامل اليمني شعبه؟ الزامل الحوثي أنموذجاً
(ضمن سلسلة مقالات متنوعة)
الحلقة (29)
بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني
الزامل اليمني أسلوب شعبي تعوَّدهُ اليمنيون منذ عصور قديمة واستعملوه في مناسبات الأفراح والأعياد واستقبال الضيوف وحضور مواطن الصلح بين القبائل، ولا زالت هذه الاستعمالات مشاهدة منذ طفولتي حتى هذه الساعة، وهذه من الأعراف الجميلة التي عشناها وشاركنا فيها بأصواتنا، لكن الغريب في الأمر : يكمن في دخول جرثومة الطائفية في الأوسط اليمنية، تلك الجرثومة التي حولت هذه العادة الجميلة إلى عادة قبيحة، وذلك بدعم شعراء ومنشدين لا وظيفة لهم سوى الزوامل الحماسية الحوثية التي تحرض على قتل الشعب اليمني باسم محاربة أمريكا واليهود وعملاء التحالف والدواعش ونحوها من المسميات التي سُميت بغير حقيقتها حتى صدقهم بعض المغرر بهم، وكما قلت في بعض المجالس: "إذا شئت أن تقتل طائفة من الشعب اليمني فاكتب زاملاً وانظر من يحسن انشاده، وسترى دماء الشعب تسيل أمامك، وهذا من البلاء المبين".
لقد بلينا اليوم بقلب الموازين والحقائق، حيث ظهرت الميليشيات المسلحة الشيعية الحوثية الرافضية باليمن، ورمت كل من خالفها بالعمالة للأعداء والدواعش، ومن ثم كفرت المخالف لها واستحلت دمه، لكونها تخضع لقيادة عليا تعتقد العقيدةً الاثني عشرية الإمامية الرافضية التي لا يؤمن أهلها بأدلة الكتاب والسنة.
فانتبهوا على أبنائكم من هذه الزوامل التي تزرع العداوة في أوساط الشعب اليمني وتحرض على سفك الدماء البريئة، وانتبهوا على أنفسكم يا شباب اليمن من هذا الداء المحموم المسموم "الفتاك" الذي ينفخ فيه إبليس ليصور لكم أن من قُتل مع الحوثة فهو شهيد، فإن الحوثة جماعة طائفية شيعية سياسية تنفذ إملاءات خارجية مقابل دراهم معدودة وزعامة موعودة، إرهابية مذمومة، مرفوضة دينياً وشعبياً وسياسياً، وإلا فما هي حاجة البيت الهاشمي سوى العيش في اليمن بأمان واستقرار، لكنهم بلوا بعصابة رافضية " حوثية "صورت لهم أن هذا القتال نصرة لآل البيت ودفاع عن النسب الشريف بيد أن الواقع يكذب هذه العصابة التي استحوذت على عقول بعض القبائل والزيود الذين قاتلوا الرافضة على مر العصور.
ومن المعلوم تاريخياً أن الرافضة هم من نزعوا الإمامة من زيد بن علي لكونه ترضى على الشيخين أبي بكر وعمر ورفض الوقيعة فيهما، ومن المعلوم أيضاً تاريخياً أن أئمة الزيود قاتلوا الروافض، وكان الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين عدواً لدوداً للرافضة، فليت الشباب الزيدي يعود لتاريخ أجداده وما كان عليه مذهبهم ليعرف الحقيقة التي لوثها الحوثة بأكذوبة " المسيرة القرآنية" الزائفة.
وقد يقول قائل: إن المقاومة اليمنية لا تختلف عن الحوثة في إصدار "الزوامل والشيلات الحماسية"، والجواب: أن المقاومة لم تبدأ الحرب لكنها جهة دفاعية لمن صنع الحرب، فالحرب اليمنية مصطنعة من الرافضة وأعداء الله ضد اليمن وشعبه وعقيدته، وقد سُبقت هذه الحرب بستٍ ضروس شارك فيها الزيود ضد الحوثة، كما شارك علماؤهم بالفتاوى ضد هذا الأخطبوط الحوثي الصفوي، ودعوا إلى محاربتهم، ولا زالت فتاواهم الخطية والصوتية والمرئية محفوظة حتى هذه الساعة، لكن السياسة الايرانية والغربية تلعب دوراً كبيراً في هذه الحرب، التي أشعلتها باتصال هاتفي، وتستطيع أن توقفها بالطريقة نفسها، فهل يدرك الزيود هذه الحقيقة؟!! وهل يدركون أن علماءهم أصدروا فتاوى ضد هذا الأخطبوط الحوثي الصفوي، ودعوا إلى محاربتهم؟!!! فما الذي تغيَّر؟!! إنها فتنة عظيمة لسفك دماء الشعب تحت مسميات وشعارات زائفة، ومع ذلك منذ أنْ باشرت المقاومة اليمنية دفاعها ضد الحوثة حتى هذه الساعة وأنا مكتفي بفتاوى غيري من العلماء الذين دعوا للانضمام في صفوف المقاومة التي ظُلم أهلها وشُرِّدوا في الداخل والخارج بسبب الظلم الحوثي الصفوي والسياسة اليمنية الرعناءُ أهلُها.
وأما التحالف العربي فلم يدخل اليمن إلا لأسباب منها: طلب الرئيس عبدربه منصور هادي ومن معه من الأحزاب اليمنية المتضررة، ومنها التحرش الحوثي المتكرر على دولة الجوار "السعودية".
إذن: "صاحب الديمة خرَّب ديمته، وعوى يوم أشعلها".
الحَرْبُ أَوَّلُ مَا تَكُونُ فَتِيَّةً *** تَسْعَى بِزِينَتِهَا لِكُلِّ جَهُولِ
حَتَّى إِذَا اشْتَعَلَتْ وَشَبَّ ضِرَامُهَا *** وَلَّتْ عَجُوزًا غَيْرَ ذَاتِ حَلِيلِ
شَمْطَاءَ يُنْكَرُ لَوْنُهَا وَتَغَيَّرَتْ *** مَكْرُوهَةً لِلشَّمِّ وَالتَّقْبِيلِ
نماذج محزنة:
يقول أحد الشباب الصغار: تشاكلت مع أبي فتركت البيت فلم أجد ما آكله، فالتحقت بجبهة الحوثة في صعدة على الحدود السعودية وكنا نخزن في الجبهة ونشاهد الأفلام الهندية ونسمع الأغاني التي يجلبها لنا الحوثة وكان أكثر الحوثة لا يصلي، وأكثرهم سفهاء لا علاقة لهم بالدين والدفاع عنه.
وآخر قال: التحقت بالجبهة الحوثية وكانوا يأمروننا بزحف خطير يغلب فيه الموت، فكنا نضع السماعات في آذاننا ونسمع الزوامل ونزحف ضد المقاومة ومات بعضنا وصوت الزامل في أذنه.
وأخيراً أقول:
عجباً لمن يراسلني بأسلوب حوثي استفزازي، ويقول: لماذا لم تحدد موقفك من القضية الفلسطينية والحرب اليمنية؟!!! مع العلم أني كتبت المقالات والقصائد وألقيت المحاضرات ونحو ذلك، وهي تربو على ثلاثين مادة في الحرب اليمنية والقضية الفلسطينية وكلها منشورة، مع علم البعض منهم بذلك، لكني أقول: يبقى الهوى والجهل والتحزب الطائفي معششاً في أذهان الحوثة الدواعش حتى يأذن الله بزوالهم من اليمن، وهذه سنة الله التي خلت فيهم على مر العصور.
والله من وراء القصد.