الجامع المختصر في صحيح وضعيف السنة والأثر
الحلقة (5)
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
[43] عن أبي هريرة رضي الله عنه أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن فلاناً تزوج وقد أرضعتهما، قال: فكيف أرضعتهما ؟ قالت: أرضعت الجارية وهي ابنة ست سنين ونصف، وأرضعت الغلام وهو ابن ثلاث سنين، فقال: اذهبي فقولي له: فليضاجعها هنيئاً مريئاً لا رضاع بعد الفطام، وإنما يحرم من الرضاع ما في المهد([1])". حديث موضوع بهذا اللفظ أخرجه الدارقطني في سننه.
وانظر تخريجي له مفصلاً في كتابي "أحكام التهنئة في الإسلام"، حديث رقم (48)".
[44] عن السَّرِي بن يحيى قال: وِلِدَ لرجلٍ ولدٌ فَهَنَّأَه رجلٌ فقال: لِيَهْنَك الفارس، فقال الحسن البصري: وما يدريك؟ قل: جَعلهُ الله مُباركاً عليك، وعلى أمة محمد. أثر حسن أخرجه أبو القاسم الطبراني في الدعاء.
وانظر تخريجي له مفصلاً في الأصل المذكور أعلاه، أثر رقم (22)".
[45] وعن حماد بن زيد رحمه الله، قال: كان أيوب إذا هَنَّأَ رجلاً قال: جعله الله مباركاً عليك، وعلى أمة محمد. أثر حسن أخرجه أبو القاسم الطبراني في الدعاء.
وانظر تخريجي له مفصلاً في الأصل، أثر رقم (23)".
[46] وعن كلثوم بن جوشن رحمه الله، قال: جاء رجل عند الحسن، وقد ولد له مولودٌ، فقيل له يَهْنِئْكَ الفارس، قال الحسن: وما يدريك أفارس هو؟ قالوا: كيف نقول يا أبا سعيد؟ قال: تقول بُوْرِكَ لك في الموهوب، وشَكَرْتَ الواهب، ورُزِقْتَ بِرَّه، وبَلَغَ أَشُدَّه. أثر ضعيف أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
وانظر تخريجي له مفصلاً في الأصل، حديث رقم (21)".
[47] ويُروى عن آمنة بنت وهب([2]) أنها هنأت نفسها بميلاد ابنها محمد صلى الله عليه وسلم فقالت:
بــارَكَ فيك اللّهُ من غـلامِ *** نَجــا بعــونِ المــلكِ العـــــلّامِ
يا اِبن الّذي في حومــةِ الحمامِ *** فــــودي([3]) غداةَ([4]) الضربِ بالسهـامِ
بِمائــةٍ مِن إبلٍ ســوام([5]) *** فَأَنـتَ مبعـوثٌ إِلى الأنـامِ
تُبعــثُ بِالتوحـيدِ والإسلامِ *** فَاللَّه ينهـاكَ عـن الأصــنامِ
ضعيف جداً ذكره السيوطي في الخصائص الكبرى وعزاه لأبي نعيم.
إِن صــحّ ما أبصرت في المنــامِ *** تُبعـثُ في الحــلّ وفي الحــرامِ
ديـن أبيـــكِ الـــبرّ إبراهـامِ *** أن لا تُواليـها مـــع الأقـــوامِ
وانظر تخريجي له في الأصل، أثر رقم (74)".
[48] وعن أنس - رضي الله تعالى عنه- قال : أنزلت على النبِي صلى الله عليه وسلم: ( لِيغفرَ لكَ اللهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبكَ ومَا تَأَخر )([6]) حينَ مرجعهِ مِن الحديبية([7]) ، فقال النبِي صلى الله عليه وسلم: لقد نزلتْ عليَّ آيةٌ أحبُ إلِيَّ مِمَّا على وجهِ الأرض، ثُمَّ قرأها عليهم، فقالوا: هنيئاً([8]) لك يا رسولَ الله – الحديث.
حديث صحيح [ ما عدا لفظ: هنيئاً .. فإنه شاذ ] أخرجه البخاري في صحيحه، وأحْمد في مسنده، والحاكم في المستدرك، وأبو عوانة في مسنده، والبيهقي في السنن الكبرى، وأبو يعلى في مسنده، والخطيب في الفصل للوصل المدرج، وغيرهم.
وانظر تخريجي له مفصلاً في الأصل، حديث رقم (1)".
[49] وعن أسامة رضي الله تعالى عنه قال: خرج رسول الله عليه الصلاة والسلام يريد: بنت حمزة قبيصة حتى وقف على الباب، فقال : السلام عليكم أثَمَّ([9]) أبو عمارة ؟
قال: فقالت لا والله، بأبي أنت وأمي؛ خرج عامداً نَحوك([10]) فأظنه أخطأك في بعض أزِقَّة([11]) بني النجار؛ أفلا تدخل بأبي أنت وأمي يا رسول الله ؟
قال: فهل عندِك شيء ؟
قالت: نعم ، فدخل فقربت إليه حَيْسَاً([12]).
فقالت: كل بأبي أنت وأمي يا رسول الله، هنيئاً لك ومريئاً([13]) فقد جئت وأنا أريد أن آتيك وأهنئك وأمرئك([14])، أخبرني أبو عمارة أنك أُعطيت نَهرا في الجنة يدعى([15]) الكوثر.
فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام : وآنيته أكثر من عدد نُجوم السماء ، وأحب وارده علي قومك.
حديث ضعيف أخرجه الحاكم في المستدرك ،والطبراني في المعجم الكبير، وابن جرير في تفسيره.
وانظر تخريجي له مفصلاً في الأصل، حديث رقم (2)".
[50] وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا عبد الله، هنيئاً لك مريئاً ، خُلِقْتَ من طينتي ، وأبوك يطير مع الملائكة في السماء. حديث ضعيف جداً أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
وانظر تخريجي له مفصلاً في الأصل، حديث رقم (5)".
وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.
___________
[1] يطلق المهد على ما كان دون السنتين.
[2] آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة ، أم النبي r ، تزوجها عبد الله بن عبد المطلب، وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسباً وموضعاً، ولما بلغ رسول الله r ست سنين توفيت أمه آمنة بنت وهب [ ابن هشام, السيرة النبوية، دار الجيل، بيروت ، الطبعة الأولى (1/305].
[3] أعطيت الدية عنه.
[4] اليوم التالي, وللغداة معاني أُخَر.
[5] المرسلة ترعى كيف شاءت، ولا راعي لها، فلا يؤخذ قيمة ما أتلفت.
[6] سورة الفتح , الآية (2).
[7] قرية قريبة من مكة سميت ببئر فيها.
[8] من التهنئة خلاف التعزية.
[9]أهنا؟ بمعنى السؤال.
[10] ذاهباً إليك.
[11] جمع زُقاق، وهو السكة أو الطريق الضيق.
[12] طعام يتخذ من التمر والسمن واللبن المجفف .
[13] مريئاً ، قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث ( 3/313 ) : يقال مَرأني الطعامُ وأمْرأني إذا لم يَثْقُل على المعِدَة وانحَدر عنها طيباً, دعاء بأن يكون سهلاً نافعا فيه لذة.
[14] بطعام سهل مبارك مشبع نافع لذيذ.
[15] يسمى.