الجامع المختصر في صحيح وضعيف السنة والأثر
الحلقة (9)
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
[81] عن حميد الطويل قال: "كان لي ابن أخت مرهق، فمرض، فأرسلت إليّ أمه، فأتيتها فإذا هي عند رأسه تبكي، فقال: يا خالي ما يبكيها؟ قلت: ما تعلم منك، قال: أليس إنما ترحمني، قلت: بلى، قال: فإن الله أرحم بي منها، فلما مات أنزلتُه القبر مع غيري فذهبت أسوي لبنه([1]) فاطلعت في اللحد فإذا هو مد بصري، فقلت لصاحبي : رأيتَ ما رأيتُ ؟، قال : نعم فليهنئك ذاك، فظننت أنه بالكلمة التي قالها".
أثر ضعيف أخرجه ابن أبي الدنيا في المحتضرين، والبيهقي في شعب الإيمان.
وانظر تخريجي له مفصلاً في كتابي " أحكام التهنئة في الإسلام"، أثر رقم (68)".
[82] "كان قتيبة بن مسلم حين بلغه ولاية سليمان([2]) الخلافة كتب إليه كتاباً يعزيه في أخيه ويهنئه بولايته ويذكر فيه بلاءه وعناه وقتاله وهيبته في صدور الأعداء وما فتح الله من البلاد والمدن والأقاليم الكبار على يديه".
أثر لا أصل له أورده ابن كثير في البداية والنهاية، (9/167)، ولم يسنده.
وانظر تخريجي له في الأصل المذكور أعلاه، أثر رقم (69)".
[83] يُروى أن سنوات أقحلت الضرع ([3])، وأرقت العظم بانقطاع المطر، فقام عبد المطلب([4]) ومعه رسول الله r غلام قد أيْفَعَ ([5]) أو كَرَبَ([6])، فرفع يديه ودعا فاستجاب الله دعاءه حتى تفجرت السماء بما فيها، واكتظ([7]) الوادي بثجيجه([8])، فسمعت شيخان قريش وجلتها عبد الله بن جدعان([9])
وحرب بن أمية([10]) وهشام بن المغيرة ([11]) يقولون لعبد المطلب: "هنيئاً لك أبا البطحاء" ـ أي عاش بك أهل البطحاء ـ وفي ذلك ما تقول رفيقة بنت أبي صيفي ([12]) :
بِشَيبـةِ الحمـدِ أَســقى اللَّه بَلدَتنــــا *** وَقَد فَقَــدنا الحَيا([13]) واِجلوّذَ المطــرُ([14])
فَجادَ بالمـاءِ جونٌ([15]) مسبــلٌ([16]) هطلٌ([17]) *** بِهِ تنفّســتِ([18]) الأنعامُ([19]) والشجــــرُ
مَنٌّ([20]) مِنَ اللَّه بِالميمونِ([21]) طائـرهُ([22]) *** مُباركُ الأمرِ يُستسقى([23]) الغَمـام([24]) به
وَخيرُ مَن بشّرت يومــاً بـه مضـرُ *** ما في الأنامِ([25]) له شبهٌ ولا خطرُ([26])
أثر ضعيف جداً أخرجه الطبراني في الدعاء، وابن الأعرابي في معجمه، وابن سعد في الطبقات، وابن عساكر في تاريخ دمشق، والبيهقي في دلائل النبوة.
وانظر تخريجي له مفصلاً في الأصل، أثر رقم (75)".
[84] عن أبي الدرداء رضي الله عنه [ أنه ] كان إذا جاءه موت الرجل على الحالة الصالحة، قال : هنيئاً له يا ليتني بدله ".
أثر حسن أخرجه عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد، والفريابي في صفة النفاق وذم المنافقين، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
وانظر تخريجي له مفصلاً في الأصل، أثر رقم (78)".
[85] عن معاوية رضي الله عنه، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "مَنْ أحبَّ أن يتمثلَ له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار".
حديث صحيح أخرجه الترمذي في جامعه، وأبو داود في سننه، وأحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير وغيرهم من حديث معاوية.
ولفظ الترمذي ولأحمد : "من سره". ولفظ الطبراني : "من أحب أن يتمثل له بنو آدم قياما وجبت له النار".
وانظر تخريجي له في كتابي "حكم القيام للداخل والقادم"، (ص7 حديث رقم1) طبعة دار اللؤلؤة.
[86] عن أنس رضي الله عنه قال: "لم يكن شخصٌ أحبَّ إليهم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا؛ لِمَا يعلمون من كراهيته لذلك".
حديث صحيح أخرجه الترمذي في جامعه، وأحمد في مسنده وغيرهما من حديث أنس.
وانظر تخريجي له في الأصل السابق، (ص8 حديث رقم2).
[87] عن جابر رضي الله عنه قال: "اشتكى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فصلينا وراءه وهو قاعد، وأبو بكر يسمع الناس تكبيره، فالتفت إلينا فرآنا قياماً، فأشار إلينا فقعدنا فصلينا بصلاته قعوداً، فلما سلَّم قال: "إن كدتم آنفا لتفعلون فعل فارس والروم، يقومون على ملوكهم وهم قعود، فلا تفعلوا، ائْتَمُّوا بأئمتكم، إن صلى قائماً فصلوا قياماً، وإن صلى قاعداً فصلوا قعوداً".
حديث حسن أخرجه مسلم في صحيحه، والنسائي في سننه، وابن ماجه في سننه، وأحمد في مسنده كلهم من رواية ليث عن أبي الزبير عن جابر.
وانظر تخريجي له في الأصل السابق، (ص8 -9 حديث رقم3).
[88] عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: "خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مُتَوكئاً على عصا فقمنا إليه فقال: "لا تقوموا كما تقوم الأعاجم ، يعظم بعضها بعضاً".
حديث ضعيف أخرجه أبو داود في سننه، وابن ماجه في سننه، وأحمد في مسنده كلهم من حديث أبي أمامة.
وانظر تخريجي له في الأصل، (ص10 حديث رقم4).
[89] عن ابن بريدة أن معاوية [ ذكر خصلتين عن رسول الله، ومنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من رجل يكون على الناس فيقوم على رأسه الرجال يحب أن تكثر الخصوم عنده فيدخل الجنة".
متوقف فيه أخرجه الحاكم في المستدرك، وصححه ووافقه الذهبي.
ورجال الحديث كلهم ثقات سوى محمد بن أحمد بن حاتم الدراوردي لم أجد من ترجم له.
وانظر تخريجي له في الأصل، (ص11 حديث رقم5).
[90] عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنما هلك من كان قبلكم بأنهم عظَّموا ملوكهم ؛ بأن قاموا وقعدوا".
حديث ضعيف جداً أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط.
وانظر تخريجي له في الأصل، (ص12 حديث رقم6).
___________
[1] اللبن: القالب المصنوع من الطين للبناء، تسويته : إقامته حتى يستقيم مع بعضه ويثبت.
[2] أمير المؤمنين : سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم.
[3] لصق جلدها بعظمها من الهزال.
[4] عبد المطلب بن هاشم جد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[5] شارف الاحتلام ولم يبلغ، وقيل راهق العشرين.
[6] قارب الإيفاع.
[7] امتلأ.
[8] بسيله [الماء الكثير الذي يكون بسبب المطر].
[9] عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد، وكان ابن جدعان سيداً جواداً، فرأى أمية ينظر إليهما وهو عنده فأعطاه إياهما [ أبو الفرج الأصبهاني , الأغاني ، تحقيق : علي مهنا وسمير جابر , دار الفكر للطباعة والنشر - لبنان (8/340) ].
[10] حرب بن أمية بن عبد شمس.
[11] هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، جاهلي.
[12] عدها بعضهم من الصحابة وأنكر ذلك ابن عبد البر، كما أشرت إلى ذلك في الأصل.
[13] الحياة.
[14] امتد وقت تأخره وانقطاعه.
[15] ماء.
[16] كثير متكاثف عند نزوله.
[17] تتابع متفرقاً عظيم القطر.
[18] ذهب عنها الموت ونمت.
[19] الإبل (الجمال) والبقر والغنم.
[20] عطاء خير.
[21] المبارك.
[22] حظه.
[23] يطلب السقي بالماء.
[24] السحاب الذي يمطر منه.
[25] الناس.
[26] مثيل في الشرف والرفعة.