صيغ أداء رواية الحديث
الحلقة (35)
بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني
صيغ الأداء في أصول نقل الرواية عشر صيغ، وهي:
سمعت وهذه أقواها لأنها لا تحتمل الواسطة، وحدثني، وأخبرني، وقرأت عليه، وقرئ عليه وأنا أسمع، وأنبأني ، وناولني ، وشافهني، وكتب إلي ، وصيغتا عَنْ وأَنْ.
فإذا قال الراوي "حدثنا"، او" أخبرنا" او" أنبأنا" ونحوها من الصيغ المتقدمة بلفظ الجمع فهذا دليل على أن معه غيره عند التلقي.
وقد تتفق الواحدة من هذه الصيغ في جميع السند كأن يقول جميع الرواة حدثني أو حدثنا ويسمى بالحديث المسلسل.
ولذا فالمسلسل: اتفاق رواة السند في صيغة من صيغ الأداء أو غيرها وهو على ثلاث حالات:
الأولى: مسلسل بالقول ، ومثاله قوله -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ -رضي الله عنه- "إني أحبك فقل في دبر كل صلاة اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"([1]) فإنه مسلسل بقول كل من رواته إني أحبك.
أو كقول الرواة جميعاً سمعت ونحوها من صيغ الأداء القولية.
الثانية: مسلسل بالفعل، ومثاله إذا قال قد حدثنيه قائماً ثم يفعل الآخر مثل ذلك، أو قال بعد أن حدثني الحديث تبسم، فإن كلا من القيام والتبسم وصف فعلي.
الثالثة: مسلسل بهما جميعاً
كحديث أنس -رضي الله عنه- مرفوعاً "لا يجد العبد حلاوة الإيمان حتى يؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره".
قال وقبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على لحيته، وقال "آمنت بالقدر" فإنه قيل عنه مسلسل بقبض كل منهم على لحيته مع قوله "آمنت بالقدر".
وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.
([1]) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (4/ 99 رقم 4410) مسلسلاً، وقال: رويناه في كتاب الدعوات عن عبد الله بن يزيد المقري عن حيوة غير أنه لم يسلسل