طبقات الرواة – طبقات الصحابة
الحلقة (38)
بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني
الطبقة في اصطلاح أهل الحديث: "عبارة عن جماعة اشتركوا في السن ولقاء المشايخ"، أو هم "القوم المتشابهون أو المتقاربون في الإسناد" أو "أصحاب العصر أو الجيل الواحد".
وفائدة ذلك: الأمن من أن يظن الانقلاب في السند، ومن أن يتوهم كون المروي عنه أكبر أو أفضل.
ومن هذا النوع رواية الصحابة عن التابعين ومنه رواية العبادلة ([1]) وغيرهم من الصحابة، ولإيضاح هذه الطبقات نقول وبالله التوفيق:
الطبقات أنواع:
أولاً: طبقات الصحابة
اختلف علماء الرجال في عدد طبقاتهم باعتبار السبق إلى الإسلام أو الهجرة أو شهود المشاهد الفاضلة، فجعلهم ابن سعد خمس طبقات على الاجمال، وجعلهم الحاكم اثنتي عشرة طبقة على التفصيل، وهي كالآتي:
الأولى: قوم أسلموا بمكة كالخلفاء الأربعة.
الثانية: أصحاب دار الندوة الذين أسلموا قبل تشاور قريش للمكر بالنبي عليه الصلاة والسلام.
الثالثة: مهاجرة الحبشة.
الرابعة: أصحاب العقبة الأولى.
الخامسة: أصحاب العقبة الثانية وأكثرهم من الأنصار.
السادسة: أول المهاجرين الذين وصلوا إليه بقباء قبل أن يدخلوا المدينة.
السابعة: أهل بدر.
الثامنة: الذين هاجروا بين بدر والحديبية.
التاسعة: أهل بيعة الرضوان.
العاشرة: من هاجر بين الحديبية وفتح مكة كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص.
الحادي عشرة: مسلمة الفتح.
الثاني عشرة: صبيان وأطفال رأوا رسول الله عليه الصلاة والسلام يوم الفتح في حجة الوداع وغيرها.
وأفضل الصحابة على الإطلاق أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، ثم تمام العشرة، ثم أهل بدر، ثم يتفاضل الصحابة بعدهم باعتبارات كثيرة كالسبق إلى الإسلام، وكثرة العلم، وثناء الرسول -عليه الصلاة والسلام- عليه ونحوها من القرائن.
وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.
([1]) العبادلة : لقب يطلق على أربعة من الصحابة وهم: 1 -عبدالله بن عمر رضي الله عنهما. 2 -عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. 3 -عبدالله بن عباس رضي الله عنهما. 4 -عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما، وليس منهم عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، لأنَّ وفاة هؤلاء الأربعة قد تأخَّرت عنه.