صفات الخليفة القحطاني التي لا يصح فيها دليل
الحلقة (5)
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
لقد تقدمت الأحاديث الصحيحة في الخليفة القحطاني كما سلف في الحلقة رقم (2) من هذه الدراسة، وفيها كل صفات القحطاني الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام، لكننا نجد - وللأسف - أن هناك صفات للقحطاني اشتهرت لدى بعض المثقفين والعوام لا يصح فيها دليل، وإنما تم استخلاصها من أحاديث وآثار ضعيفة وموضوعة ومرويات وحكايات تاريخية ملفقة، ومنها الإسرائيليات، وقد حرصت في هذا اللقاء أن أبين هذه الصفات التي طار بها الركبان، ولا يصح فيها دليل مع تناقضها لبعضها البعض، فأقول وبالله التوفيق بإيجاز:
الصفة الأولى: أنه يخرج قبل المهدي، ويوطد له سلطانه.
الصفة الثانية: أنه مثل المهدي في الفضل والمكانة.
الصفة الثالثة: أنه يخرج مع المهدي أو يكونان في فترة زمنية واحدة.
الصفة الرابعة: أنه السفياني.
الصفة الخامسة: أنه مثقوب الأذنين.
الصفة السادسة: أنه يصلى خلفه عيسى.
الصفة السابعة: أنه رجل مكلم وملهم.
الصفة الثامنة: أنه فصيح اللسان، ناطق بالحق لا يخاف إلا الله.
الصفة التاسعة: أن القحطاني هو المهدي.
الصفة العاشرة: لا يصح دليل أنه يخرج بعد خلافة سابقة، لكن هذه الصفة مفهومة، حيث يسبقه المهدي وعيسى على القول المختار، كما ذكرنا ذلك في الحلقة الثانية والثالثة من هذه السلسلة.
الصفة الحادية عشرة: يعمل بالعدل والسنة ورجل عامة، يعني يحب الفقراء والمساكين.
الصفة الثانية عشرة: يكون براً عفيفاً شريفاً.
الصفة الثالثة عشرة: أنه يكون في زمن عيسى، لكنه محتمل لكون القول المختار أنه يملك بعد عيسى كما ذكرنا ذلك في الحلقة الثانية والثالثة والرابعة من هذه السلسلة.
الصفة الرابعة عشرة: أن القحطاني يظهر بعد المهدي وبعد قبض أرواح المسلمين والمؤمنين.
الصفة الخامسة عشرة: أنه يظهر في عصر السفياني، وأنه سيقاتل السفياني وجيوشه فيهزمهم شر هزيمة ويغنم غنيمتهم.
الصفة السادسة عشرة: أنه من قوم تبع، لكن من حيث المعنى صحيح على القول المختار باعتبار أنه حميري من ولد قحطان، وكل ملك حميري يُلقب بـ "تبع"، كما ذكرنا ذلك في الحلقة الثانية والثالثة والرابعة من هذه السلسلة.
الصفة السابعة عشرة: أن لقبه المنصور، وأيضاً لقبه المبيض.
الصفة الثامنة عشرة: يمكث ببيت المقدس إحدى وعشرين سنة.
الصفة التاسعة عشرة: أنه لا بيعة للمهدي إلا بالقحطاني.
الصفة العشرون: أنه قتيل المسيح الدجال.
الصفة الواحدة والعشرون: يفتح الله عليه الدنيا من أطرافها ويكثر الله ماله وأملاكه.
الصفة الثانية والعشرون: أنه يُؤمِّره المهدي على الناس.
الصفة الثالثة والعشرون: أنه جبار وظالم.
الصفة الرابعة والعشرون: لا يصح من صفاته أنه رحيم بالمؤمنين، شديد على الكافرين والمنافقين، لكنها صفة مفهومة لأن من صفاته أنه عادل صالح كما تقدم في الحلقة رقم (4).
الصفة الخامسة والعشرون: أنه يخرج من منطقة يسى أو أن له نسباً إلى سليمان بن داوود عليهما السلام.
الصفة السادسة والعشرون: يكون عمره وقت ظهوره ما بين الخامسة والعشرين والخامسة والثلاثين.
الصفة السابعة والعشرون: أن دولة خلافته بالمدينة النبوية.
الصفة الثامنة والعشرون: يسوق الناس جميعهم، وتخضع له جميع الأمم.
الصفة التاسعة والعشرون: يُؤتى الحكمة والفهم والمشورة وبسطة في القوة والعلم.
الصفة الثلاثون: يُعرف بشدة خوفه من الله، وكثرة رغبته له.
الصفة الواحد والثلاثون: يكون مع المهدي وقت هروبه من المدينة إلى مكة، في سبعة نفر ويستخفون هناك.
الصفة الثانية والثلاثون: أن الخلافة ستعود للمهدي بعد موت القحطاني.
الصفة الثالثة والثلاثون: أن الخلافة ستعود للمهدي بعد قضاء الدجال على قوة القحطاني.
الصفة الرابعة والثلاثون: أنه مستجاب الدعوة لأن الله سيعلمه الاسم الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى.
الصفة الخامسة والثلاثون: أنه يكونُ آخر ملك في الإِسلام بعد عيسى عليه الصلاة والسلام، لكن على القول المختار هو بعد عيسى، ولا يصح دليل على أنه آخر ملك في الإِسلام.
أيها الإخوة الأكارم، أكرر وأقول: كل هذه صفات لا دليل عليها من السنة الصحيحة، وهي متناقضة كما ترون، وقد جاء بعضها في أحاديث وآثار ضعيفة وموضوعة سبق بسطها في الحلقتين الثانية والثالثة من هذه الدراسة، والبعض الآخر من روايات الكتب السابقة والحكايات التاريخية الملفقة، وبعضها من الإسرائيليات التي قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام كما في الحديث الحسن: "إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم" أخرجه أحمد في مسنده، وعبد الرزاق في مصنفه، والطحاوي في شرح مشكل الآثار وغيرهم من حديث أبي نملة الأنصاري رضي الله عنه.
تم المقال بحمد الله وفضله، ونلتقي في لقاء الغد بإذن الله، مع آخر حلقة من هذه السلسلة، بعنوان: "الخليفة القحطاني غير الجهجاه والسفياني".
وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.