عيد الحب عيد روماني وثني لا علاقة للمسلمين به
(ضمن سلسلة المواسم المبتدعة)
الحلقة (3)
للدكتور: صادق بن محمد البيضاني
يحتفل النصارى من كل عام بعيد الحب في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير، ويطلقون عليه مسمى «فالنتين داي Valentine's Day».
وأصل هذه البدعة رومانية وثنية دخلت على النصارى وغيرهم من الملل الأخرى من خلال الأساطير الرومانية الموروثة.
يقول حسام الدين بن موسى عفانة: "قيل في سبب هذا العيد: أنه لما دخل الرومان في النصرانية بعد ظهورها وحكم الرومان الإمبراطور الروماني (كلوديوس الثاني) في القرن الثالث الميلادي منع جنوده من الزواج, لأن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها فتصدى لهذا القرار (القديس فالنتين) وصار يجري عقود الزواج للجند سراً فعلم الإمبراطور بذلك فزج به في السجن وحكم عليه بالإعدام، وفي سجنه وقع في حب ابنة السجان، وكان هذا سراً فنفذ فيه حكم القتل يوم 14 فبراير عام 270 ميلادية ليلة 15 فبراير عيد (لوبركيليا) ومن يومها أطلق عليه لقب قديس، وعيد الحب، هذا له مظاهر كثيرة في أوروبا وأمريكا حيث يتم تبادل الورود الحمراء، وتوزيع بطاقات التهنئة وتبادل كلمات الحب والعشق وتقام الحفلات الراقصة المختلطة, ويقع فيها من المنكرات ما الله به عليم"([1]) اهـ.
قلت: وللأسف أن هذا العيد صار منتشراً اليوم بين بعض شباب المسلمين في الدول العربية والإسلامية، وصار بعض الشباب والشابات يحتفلون به ويتبادلون فيه الهدايا والتهاني، ومثل ذلك صار بين بعض الأزواج ، ومن هداياهم تبادل بطاقات وطاقات الزهور والورود والكعك وأنواع الحلويات، وكلها تكون باللون "الأحمر"، كما يلبسون الثياب الحمراء، وتخصيصهم لهذا اللون رمزاً للحب والفحش "العشق الروماني الشيطاني الداعي للزنا"، كما يتبادلون بعض "الدما" ذات اللون الأحمر المرسوم عليها صورة قلب في الدمية نفسها، وغالباً ما تكون هذه الدمية على هيئة "دب" يُكتب عليه كلمات مثل: "أحبك"، "الحب"، "عيد الحب"، ونحوها من العبارات، وهناك "دما" على شكل طفل له جناح، ومعه قوس يتخلله سهم، ويعتبرون هذا ونحوه " إله الحب" والعياذ بالله، كما يقع في هذا اليوم من كل عام الفحش والذكرى الرومانية المؤلمة التي يطبقها الشباب والشابات وذلك بإقامة فاحشة الزنا بينهم في مختلف أنحاء العالم لكون هذا العيد تم فيه إعدام (القديس فالنتين) الذي وقع في حب ابنة السجان وزنا بها، فتم إعدامه على اثرها.
ولا شك أن الاحتفال بهذه المناسبة الرومانية الوثنية النجسة والتهنئة بمناسبة ذلك من التشبه بأعداء الله في أعيادهم.
قال ابن تيمية رحمه الله في كتابه مجموع الفتاوى(52/923): "لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء ممّا يختص بأعيادهم لا من طعام، ولا لباس، ولا اغتسال، ولا إيقاد نيران، ولا تبطيل عادة من معيشة، أو عبادة، أو غير ذلك، ولا يحل فعل وليمة، ولا الإهداء، ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة، وبالجملة: ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام" اهـ.
قلت: والأدلة في النهي عن التشبه بهم كثيرة في الكتاب والسنة، وعلى ذلك درج السلف من الصحابة والأئمة.
قال الله تعالى: " اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون".
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».
وقال نبينا عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين :«لتتبعن سنة من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه»: قالوا: يا رسول الله: اليهود والنصارى، قال: «فمن؟».
ولقول النبي عليه الصلاة والسلام: "من تشبّه بقوم فهو منهم" أخرجه أبو داود وغيره، والحديث حسن.
وفي الحديث الحسن لغيره يقول النبي عليه الصلاة والسلام: "ليحْملَنّ شرار هذه الأمّة على سَنَنِ الذين خلَوا من قبلهم - أهل الكتاب - حذو القُذَّةِ بالقُذَّة" أخرجه أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير.
والواجب على المسلمين أن يتبعوا الكتاب والسنة، لا ما عليه الأعاجم من أمور بدعهم وضلالهم، فما أضر المسلمين سوى بعدهم عن كتاب ربهم وسنة نبيهم، واقترافهم المعاصي، وتقليدهم أعداء الله، فانتبهوا من ذلك، وحذروا من هذه البدعة المضلة ، فالساكت عن الحق شيطان أخرس.
وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.
[1] فتاوى يسألونك، لحسام الدين بن موسى عفانة، كلية الدعوة وأصول الدين، جامعة القدس، الطبعة الأولى، بيت المقدس 1426هـ / 2005م (6/357).