المفاجآت الحسنة والسيئة التي تظهر بسبب الفتن والظلم والمحن والطاغوتية عبر تاريخ البشرية
( ضمن موضوع المهدي المنتظر المزعوم : محمد عبده الحودلي " الملقب بـ : حسن التهامي" دراسة شرعية وصفية )
الحلقة رقم (2)
بقلم الدكتور صادق بن محمد البيضاني
بالنظر إلى تاريخ البشرية وما عاشته من الحروب والمحن والفتن والشدائد قبل البعثة النبوية وبعدها إلى يومنا هذا، نجد حالة متحدة تجمع كل هذه الأحداث، وهذه الحالة هي " ظهور المفاجآت التي لا يتوقعها كثير من الناس"، وقد تكون هذه المفاجآت حسنة مقدرة بتقدير رباني لا بالمصادفة، وقد تكون سيئة، فأما الحسنة منها : فكظهور الرسول في أمة استفحل فيها الشرك والوثنية والفتن كظهور نبي الله ورسوله نوح عليه السلام في قومه، وكظهور النبي في أمة عظم فيها الظلم والقتل والاستعباد والطاغوتية كظهور نبي الله ورسوله موسى عليه السلام في بني اسرائيل، ومن غير الأنبياء كظهور العالم المجدد في الأمة التي كثر فيها الجهل والهوى، ومن ذلك : ظهور ابن تيمية في عصره، وظهور غيره من العلماء المجددين في مختلف العصور، وظهور المجاهد البطل الذي يوحد راية المسلمين ضد عدوهم كظهور صلاح الدين الأيوبي الذي أسقط الدولة الفاطمية القرمطية الشيعية الموالية لليهود والنصارى، ثم دحر الصليبيين وحرر بيت المقدس ولبنان من أيدي الافرنج عام 583هـ.
ومثال ذلك في الحالات السيئة كظهور أدعياء النبوة في زمن الحروب والفتن كظهور مدعي النبوة مسيلمة الكذاب في اليمامة وسجاح بنت الحارث بن سويد بن عقفان المرأة النجدية التميمية التي التف حولها بعض قومها، الذين عزموا على محاربة المسلمين في عهد الخليفة أبي بكر الصديق، وكأبي الأسود العنسي الذماري باليمن، وكظهور الدجالين أدعياء المهدية وهم كثيرون كالهالك الميرزا غلام أحمد القادياني ، والدجال الكويتي الحسين بن موسى بن الحسين اللحيدي الذي يدعي أنه خاتم الرسل، وأنه محدَّث، ومهدي، وأنه الدابة، وأنه القحطاني، وأنه مستشار الله، وهو الآن رهن السجن في قضية اختلاس مالي، وكالدجال العراقي الشيعي الرافضي الذي يدعي المهدية : أحمد الحسن البصري اليمــاني، الذي يدّعي أنه رسول لمهدي الشيعة محمد بن الحسن العسكري ووصيه وابنه، وأنه اليماني الموعود حسب روايات الشيعة التي لا تصح البتة، وكالدجال ناصر القردعي اليماني الذي نسب نفسه زوراً وبهتاناً لآل البيت، وادعى أنه المهدي، وأنه أعلم من جبريل، ومن رسولنا الكريم، وأن الله يوحي له من السماء، فحرف شريعة الاسلام وبدلها وابطل كثيراً من أحكامها، وأمر أتباعه أن يخالفوا المسلمين في عامة أحكام الدين، ومن ذلك الصلوات الخمس حيث أمرهم أن يصلوا ركعتين لكل فرض، وألا يصلوا جمعة بحجة أنها لا جمعة في الاسلام، وهو دجال لا حض له من الاسلام إلا المسمى، لأنه يحارب دين الله وأحكامه المطهرة المنزلة على رسوله كما بسطت ذلك عنه في " 21 مقالاً" وما زالت مقالات أخرى لم تنشر بعد.
ولذا أقول : هانحن اليوم في عصر الفتن والحروب والمحن والشدائد، فلا غرابة من المفآجات التي منها ظهور كثرة أدعياء المهدية في بلدان العالم، وقد وقفت خلال هذه السنوات الست الأخيرة على أكثر من خمسين دعياً كلهم يقول : إنه المهدي، وكلهم يعيش اليوم بين أظهرنا، وقد سبق أن ذكرت مشاهيرهم في مقال لي بعنوان: "العقيد ناصر اليماني وأسماء مدعي المهدية في العصر الحديث" وهو ضمن ردودي على دجال اليمن ناصر القردعي اليماني.
ولعل أكثر العصور ظهر فيه الأدعياء عصرنا الحاضر الذي جمع بين التقدم المادي والتخلف الفكري.
وسنتكلم إن شاء الله تعالى في حلقة الغد عن " أسباب توهم البعض بأن هذا العصر عصر المهدي"، وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.