الأدلة الثلاثة المزعومة التي ادعاها ناصر القردعي في أنه المهدي، ثلاث كذبات استخف بها عقول العوام.
الحلقة (20)
بقلم الدكتور صادق بن محمد البيضاني
سنعرف في هذه الحلقة بمشيئة الله تعالى الأدلة الثلاثة الواهية التي استغلها الدعي ناصر القردعي وبنى عليها دعواه ليقنع بها العوام أنه المهدي، وسنعرف كيف يكذَّب نفسه بنفسه ويناقضها من خلال كلامه والواقع المشاهد، فما هي أدلة القردعي التي أقنع بها اتباعه بأنه المهدي؟
والجواب: هي ما يلي:
الدليل الأول: يقول "إنه رأى النبي يخبره أنه المهدي" حسب زعمه، ثم نقض كلامه بنفسه وقال: بأن الرؤيا لا يُحتج بها لأنه لا يُبنى عليها حكم شرعي ([1])، فتأملوا في كلامه التالي حيث قال: "وأنا المهديّ المنتظَر الحقّ أكرر فأقول: إنّني لم أقل بأنّني المهديّ المنتظَر من ذات نفسي؛ بل أفتاني في ذلك جدي محمدٌ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم .. ولكن محمداً رسول الله يعلم بأن الرؤيا لا يُبنى عليها حكمٌ شرعي ([2])" اهـ
إذن أسقط الدليل الأول بنفسه بأن الرؤيا لا يحتج بها ولا تفيد أنه المهدي، وأقول: نعم لا يُبنى على الرؤى والأحلام حكم شرعي، لكن الواقع أنك هدمت أحكام الاسلام بما تراه من أحلام شيطانية، فكيف لا يُبنى عليها حكم شرعي وأنت تهدم بها أحكام الكتاب والسنة، وتتخذها دليلك وتدعي أن الوحي يصلك من خلال الأحلام والرؤى؟!! والله إن هذا لعجبٌ عجاب.
ثم المهدي الحق متبع للإسلام، ولا يهدم شرائعه، ولا يحاربها ويبدلها بخلاف الدعي ناصر القردعي.
فهذا الدليل الأول حيث استدل به ثم نسفه بنفسه وناقضه.
الدليل الثاني: يقول إنه ما جادل عالماً إلا غلبه، وقال هذا تأكيد أنه المهدي وتصديق للرؤيا التي لا يُبنى عليها حكم شرعي، حيث قال: "ولذلك جعل بإذن الله برهان التصديق للرؤيا أنه ما جادلني أحدٌ من علماء الأمَّة من القرآن العظيم إلاّ غلبتُه بالحقّ ([3])"اهـ
والجواب على تناقضه من الواقع أن هذا من الكذب فلم يحاوره حتى الآن أحد من علماء المسلمين، وقد كذب في هذه الدعوى.
نعم حاوره بعض الشباب وعامتهم مثقفون وليسوا طلاب علم من خلال موقعه كما أخبرني بعضهم، وقالوا دخلنا نحاوره في بعض ما ادعاه وكذبه فضاق منا ذرعاً فألغى عضويتنا، ثم نشر عنا أنه ألجمنا إلجاماً بالحجة والبرهان، ولا رأينا عنده لا حجةً ولا برهاناً سوى الطعن في الدين وأحكامه والكذب على سيد الأنبياء والمرسلين، والدعاوى الباطلة التي لا يقبلها عقلٌ فضلاً عن كونها لا تتوافق مع الواقع والشرع.
وأتحداه أن يأتي لي بثلاثة أسماء من الدعاة حاوروه وغلبهم، علماً أن أحد أتباعه راسل شخصاً من طرفي وأعطاه ثلاثة أسماء لدعاة معروفين قبل شهرين، وقلت له: قل له يصور مناقشتهم للقردعي من موقع القردعي حسب زعمه فلم يفعل، رغم أن الطلب قبل شهرين وتكرر مراراً، ثم كلفت شخصاً واتصل بهؤلاء المشايخ الثلاثة فقالوا: هذا كذاب فلا ناقشناه ولا جادلناه ولا صلة لنا به.
هكذا يروج ناصر الكذب وأنه غلب العلماء لأنه المهدي المزعوم، فما أرخص الكذب لدى الدجالين، رغم أني تحديته قبل ثلاثة أشهر للمناظرة على الملأ فرفض كما هو مدون في الحلقة رقم (6) من هذه السلسلة فراجعوا رسالتي له هناك لتعرفوا الحقيقة، وهذا شأن الدجالين، لأن فاقد الشئ لا يعطيه.
نعم هناك مشايخ ردوا على ناصر من خلال فتوى عابرة أو من خلال رد في مسألة أو مسائل قليلة أو من خلال مقال، فرد عليهم ناصر ببيان من وراء جدر دون أن يقابلهم أو يحاورهم وسماه "الرد الملجم المفحم" وهكذا كلما رد ناصر على عالم - لم يحاوره أصلاً - سماه بالرد "الملجم المفحم" وصدقه أتباعه، لأنهم فتنوا به، وإذا قرأت رده يا طالب الحق فإنك ستجد نفسك أمام مقال هزيل لا يرتقي إلى مستوى الرد العلمي القائم على الأدلة الشرعية حيث يخبط الكلمات خبط عشواء ويكررها كثيراً، ويضرب الأدلة بعضها ببعض، ويسوقها في غير موضعها، ويفسرها على هواه، ظناً منه أن كل من يقرأ له مغفل لا يفهم مغالطاته
الدليل الثالث: يزعم أن معرفته بالأحاديث المكذوبة دليل على أنه المهدي حيث قال: "فعلمت بأنّ تلك الأحاديث من عند غير الله ورسوله وذلك لأني المهديّ المنتظَر ([4])".
وهذا الدليل من المضحكات المبكيات، فلم يقل أحد من علماء الحديث - وهم متخصصون في معرفة الحديث الصحيح والضعيف والموضوع - إنه المهدي لكونه يعلم الأحاديث المكذوبة من غيرها، فما بالكم بمدعي المهدية العامي ناصر القردعي؟َ!!! الذي يزعم افتراءً انه يعلم الأحاديث المكذوبة من غيرها من دون دراسة علم الحديث.
فليت شعري هل ينتبه الذين ما زالوا مخدوعين به وبضلاله فإنه لا يزيدهم إلا بعداً عن دين الله، ولا يهديهم إلا سبيل الضلال، فاحذروا واحتاطوا لدينكم من أدعياء المهدية فقد كثروا اليوم باليمن وغيرها بسبب إغواء الشياطين لهم، وبعضهم بسبب الدجل وطلب الاسترزاق.
وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.
([1]) بسطت حكم الرؤيا المنامية وأنه لا يُبنى عليها حكم شرعي كما في الحلقة رقم (3) من هذه السلسلة.
([2]) ذكر ذلك في بيان له بعنوان "أنا المهديّ المنتظَر لا كذب يا طالب العلم ويا معشر عُلماء الأمَّة"، وقد رديت على هذا البيان في الحلقة رقم (14) وما بعدها من هذه السلسلة.
([3]) المصدر السابق.
([4]) هكذا قال في بيان له بعنوان : " المهديّ المنتظَر يُلجم بالبرهان أنّ القرآن المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث"، وقد رديت على هذا البيان في الحلقة رقم (7) وما بعدها من هذه السلسلة.