لم يصح تخصيص أيام العزاء بأيام معدودة
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
س16: تعوَّد الناس في بلادنا أن يخصصوا ثلاثة أيام للعزاء، فهل صح في ذلك شيء؟
ج16: لا لم يصح في تحديد أيام العزاء دليل يعتمد عليه، وليس هناك أيام مخصوصة بعدد, بل التعزية مشروعة من وقت موت الميت إلى ما شاء الله لعدم ورود ما يقيد ذلك بزمن.
والتعزية تتم بأي عبارة تبث في قلب قرابة الميت حسن المواساة والترحم على الميت، كأن يقول القائل: عظم الله أجرك وأحسن الله عزاءك وغفر الله له، أو عظم الله أجرك وأخلف الله عليك بخير ورحمه الله، ونحوها من العبارات المستساغة شرعاً، والتي عرفت عن سلفنا الصالح رضوان الله عليهم وغيرهم, والأحسن من ذلك أن يكتفي المسلم بما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام ومن ذلك ما أخرجه الشيخان من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: "أرسلت ابنة النبي صلى الله عليه وسلم إليه إن ابنًا لي قبض فأتنا فأرسل يقرئ السلام ويقول: "إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب" ([1])؛ وفي هذا دليل على أنه لا يلزم حضور المعزي لمقابلة أقارب الميت حال التعزية، بل تصح بإرسال الرسل أو الرسائل أو بالهاتف، ونحوها من الوسائل الحديثة، ومن عزى وقت غسله أو قبيل الصلاة عليه أو بعدها أو في المقبرة فقد عزى، ولا حاجة للحضور إلى منزل أو موضع العزاء، وبالله التوفيق.
([1]) أخرجه البخاري في صحيحه [كتاب الجنائز, باب قول النبي صلى الله عليه وسلم(يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه). إذا كان النوح من سنته(1/431رقم 1224)], ومسلم في صحيحه [كتاب الجنائز, باب البكاء على الميت(2/635 رقم 923)] كلاهما من حديث أسامة بن زيد.