الثلاثاء 21 رجب 1446 هـ || الموافق 21 يناير 2025 م


قائمة الأقسام   ||    مختصر المنتقى من الفتاوى وزياداته    ||    عدد المشاهدات: 5568

إذا كان السقط لم يكمل أربعة أشهر فإنه لا يصلى عليه

بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني


س39: امرأة حامل في شهرها الثالث وقد أسقطت فهل يصلى على هذا السقط ويدفن في مقابر المسلمين أفتونا مأجورين؟


ج39: هذا السقط لم يستو إنسانا طالما هو دون أربعة أشهر, لأن استواءه إنساناً لا يتم إلا عند تمام أربعة أشهر والتي تقدر بمائة وعشرين يوماً كما ورد في النص، وعندها يقال قد نفخت فيه الروح وصار إنسانًا بشرًا لحديث عبد الله ابن مسعود – رضي الله عنه - كما في الصحيحين قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يومًا ثم يكون علقة ([1])مثله ثم يكون مضغة ([2])مثل ذلك ثم يبعث الله ملكاً فيؤمر بأربع كلمات, ويقال له اكتب عمله ورزقه وأجله وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح" ([3]).

وعند ذلك إذا حصل السقط عند تمام أربعة أشهر وما بعدها فإنه يُصلى عليه, أما وهو دون أربعة أشهر فليس بإنسان, ولذا فلا يصلى عليه ويدفن في أي مكان من الأرض ولا يلزم تشييعه أو الصلاة عليه وما إلى ذلك من الأحكام لأنه لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام الصلاة أو الدفن في المقابر لأمثال هذا الصنف الذي لم تنفخ فيه الروح, فهذا السقط المذكور في السؤال قطعة لحم ليس غير فتدفن في أي مكان بحيث لا تهان, ولو دفن في المقبرة فلا حرج، وأما ما أخرجه أبو داود في سننه وأحمد في مسنده وأصله عند أصحاب السنن الأربعة عن المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "والسقط يصلى عليه، ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة" فهو حديث صحيح مرفوع، وقد رفعه جمع من الثقات عن زياد بن جبير وصح أيضاً موقوفاً، ويحمل على ما كان أربعة أشهر فأكثر، وهو المشهور عن أهل العلم، وأما المولود إذا استهل صارخا ثم مات فقد أجمع العلماء على الصلاة عليه واختلفوا فيما إذا لم يستهل صارخاً، والصحيح أنه يصلى عليه فهو أولى من سقط بلغ أربعة أشهر كما تقدم

والله أعلى وأعلم؛ وبالله التوفيق.

 

([1])  دمًا غليظًا جامدًا سميت بذلك للرطوبة التي فيها وتعلقها بما مر بها.

([2])  قطعة لحم قدر ما يمضغ.

([3])    أخرجه البخاري في صحيحه [كتاب بدء الخلق, باب ذكر الملائكة(3 / 1174 رقم 3036)], ومسلم في صحيحه [كتاب القدر, باب كيفية الخلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته(4/ 2036 رقم 2643)] كلاهما من حديث عبدالله بن مسعود .




اقرأ أيضا



للتواصل معنا

فايس واتساب تويتر تلغرام