ضوابط قبول الأخبار من الانترنت والقنوات والصحف ونحوها من وسائل الإعلام
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
س56: ما هي ضوابط قبول الخبر عن طريق شبكة الإنترنت؟ وأقصد بذلك الأخبار الموجودة بالمواقع الإسلامية؟
ج56 : الأصل في قبول الخبر أن ينضبط بضوابط الشرع التي قررها علماء الإسلام للأدلة الواردة في هذا الباب، وذلك أن يكون الناقل عدلًا في نفسه غير مجروح العدالة، ويقصدون بذلك أن يكون الناقل متدينًا صادق اللهجة ضابطًا لما ينقله في الواقع, فإذا عرف الناقل بالفسق أو الفجور أو الكذب أو بكثرة الخطأ أو الجهالة فلا يقبل خبره، هكذا تقرر في علم الجرح والتعديل, فكل خبر نقل عبر شبكة الإنترنت سواء من المواقع الإسلامية أو من غيرها ومثل ذلك أخبار القنوات والصحف ونحوها من وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، لزم النظر في الناقل فإن عًرِف الناقل بتدينه وصدقه وضبطه قُبِل خبره لأن قبول خبر الثقة حجة في بابه، فإن كان الناقل مجهولًا لا يعرف فرواية المجاهيل متوقف فيها ولا تقام عليها الأحكام حتى يتبين حال راويها "وهو ناشرها والمتكلم بها", فإن شك السامع أو القاريء في خبر العدل فله أن يتثبت، ومثل ذلك التثبت لا يقدح في راوي الخبر وروايته حتى يتم الفصل فيها بعد التثبت، وعلى ذلك يتنزل قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" ([1]).
وقد بلينا اليوم بنقلة ينقلون الأخبار ويَبْنون عليها الولاء والبراء دون أن يتعرف الناس عن حال راويها وصحة خبره، فالله المستعان, وكذلك بلينا بالأخبار التي تنقلها وسائل الإعلام دون التحري في مصداقيتها، ومتى كان الأمر كذلك ضاع في الناس أهمية التثبت بضوابطه وقيوده الشرعية، وأما الناقل غير الثقة فقد يصدق في بعض أخباره، وقد يكذب، وقد يبالغ، وهذا حال الأخبار اليوم عبر شبكة الانترنت والقنوات والصحف ونحوها من وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، التي واقعها "لا تصدق ولا تكذب حتى تتثبت"، وبالله التوفيق.
([1]) سورة الحجرات, الآية (6).