لا يجوز التسابق بالقرآن كمثل المساجلة الشعرية
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
س80: دخلت إلى أحد المنتديات وهي في القرآن الكريم، للكن لا أعلم أحسست بشيء من عدم الارتياح للمسابقة لأنها تشبه المسابقات الشعرية عندما يقول أحدهم بيتًا وآخر حرفًا من البيت يبدأ به المتسابق الثاني فهي بنفس الطريقة ... يقول الأول آية.. وعلى المتسابق الثاني أن يذكر آية بدايتها هي آخر حرف من الآية التي ذكرها المتسابق الأول، فما حكم الشرع في ذلك؟
ج80: لا يجوز لما في ذلك من الانتقاص لكتاب الله جل وعلا, إذ هو كلام الله الذي يلزم أن يعظم ويبجل ويحفظ في الصدور ويعمل به فليس من الأطروحات التي تشبه أطروحات الأدباء والشعراء عند مبارزتهم الشعر, ولا يتجرأ شخص لفعل ذلك إلا وقد ذهبت من قلبه هيبة القرآن الكريم أو أنه جاهل لا يعرف الحكم الشرعي في ذلك أو صاحب هوى, لأن هذا الفعل لا ينبيء بتعظيم هذه الشعيرة والحرمة في قلب هذا المتسابق، والله عز وجل يقول في كتابه الكريم: "وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ"([1]).
وقال جل شأنه: "وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ"([2]) فليتق الله من يشجع على ذلك ومن يدعو إلى مثل هذه الأمور أو يزاولها فإنه يخشى عليه أن يدخل في صف من يخوض في آيات الله ويأتي بما لم يأذن به الشرع مصداقًا لقوله تعالى: "وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"([3]) فيلزم هجر هذا التسابق مع لزوم التوبة إلى الله ، وانكار مثل هذا المنكر مع النصيحة بالحكمة ونور العلم؛ وبالله التوفيق.
([1]) سورة الحج, الآية (32).
([2]) سورة الحج, الآية (30).
([3]) سورة الأنعام, الآية (68).