عيد الفِصْح و"عيد القيامة" من الأعياد المبتدعة عند الأعاجم في السابع من إبريل من كل عام
(ضمن سلسلة المواسم المبتدعة)
الحلقة (7)
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
هذه مناسبة دينية مبتدعة، عُرفت لدى بعض الديانات والمذاهب الأعجمية، ولا صلة لها بالاسلام والمسلمين، وقد دبت هذه البدعة في صفوف أهل الاسلام الذين يعيشون مجاورين لغير المسلمين، ويُسمى عيد "الفِصْح" عند اليهود، وعيد "القيامة" عند النصارى، وعيد "شم النسيم" عند الفراعنة قديماً، وعيد "ذبح الخروف" عند البابليين والأشوريين، وعيد "القمر" عند الرومان، وعيد "إستر" إلهة الربيع عند الجرمان " والجرمان : قبائل أوربية استوطنوا المناطق المحاذية للإمبراطورية الرومانية، ويمثلون اليوم ملايين الأوربيين الشرقيين والغربيين، ويُعرفون بـ : التيتونيين ".
وكل طائفة من هذه الطوائف تذكر سبباً دينياً لهذا الاحتفال.
فاليهود يحتفلون بهذه المناسبة مدعين أن احتفالهم شكراً لله على نجاتهم من فرعون وقومه، وقد أطلقوا عليه كما تقدم "عيد الفِصْح"، وقد أشار لهذا اليوم حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: " قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فرأى أن اليهود تصوم عاشوراء، فقال لهم: " ما هذا اليوم الذي تصومونه"؟ قالوا : هذا يوم عظيم، نجا الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً فنحن نصومه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فنحن أحق وأولى بموسى منكم" فصامه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر بصيامه" متفق عليه. وليس في الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام جعله عيداً يُحتفل به، وإنما حبب فيه الصيام شكراً لله، ثم إن اليهود قد حددوه مؤخراً بتاريخهم الموافق للسابع من إبريل الميلادي غير الموافق لليوم العاشر من محرم " يوم عاشوراء" فتحرف يوم نجاة موسى عند اليهود نظراً لجهلهم وكثرة تحريفاتهم.
وقد ذكر المؤرخون النصارى : أن المسيحية والمسيح عيسى احتفلوا به في بلاد الشام كما كان يحتفل اليهود، ثم تآمر اليهود على صلب المسيح يوم الجمعة في السابع من أبريل سنة ثلاثين ميلادية، الذي يعقب عيد الفصح مباشرة، فاعتقد المسيحيون أنه صُلِبَ في هذا اليوم، وأنه قام من بين الأموات بعد الصلب في يوم الأحد التالي، فرأى بعض طوائفها أن يحتفلوا بذكرى الصلب في يوم الفصح.
وهذا القيام بعد الصلب من الترهات التي تتصادم مع أدلة الكتاب والسنة، ولا يصح دليل على احتفال عيسى به.
وفي هذا اليوم من فصل الربيع يتبادل المحتفلون من يهود ونصارى ووثنيين وبعض طوائف الفرس كروت التهاني والتبريكات مع باقات الزهور، مصحوبةً بالاحتفالات الموسيقية والترنمات الإنشادية الشركية، وقد دبَّ هذا العيد المبتدع في صفوف المسلمين كما رأيت ذلك في لبنان وسوريا والأردن وبعض بلاد الأعاجم حتى صار يُحتفل به في بعض المدارس والمعاهد والكليات والاندية والمسارح الوطنية المختلطة.
وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.
حرر يوم الأربعاء بتاريخ 18 رجب لعام1439هـ، الموافق لـ 4 إبريل لعام 2018م.