اللقاء السادس كيف يمكننا مناظرة العلماني وحواره بطريقة علمية وواقعية؟(6) حلقة حول قول العلمانيين : كيف يمكن للإسلام أن يحكم، وفيه طائفية سنة وشيعة يتقاتلون؟
(ضمن سلسلة العلمانية والعلمانيون .. حقائق يجهلها كثير من المسلمين)
الحلقة رقم (14)
بقلم الدكتور : صادق بن محمد البيضاني
قد يقول لك علماني أو مثقف عنده شبهة : كيف يمكن للإسلام أن يحكم، وفيه طائفية سنة وشيعة يتقاتلون؟
والجواب عليه: أنه لا يوجد في الاسلام طائفية : لا شيعة ولا صوفية ولا خوارج ولا نحوها من الطوائف، وإنما دخلت هذه الطوائف في صفوف المسلمين بعد ظهور الإسلام وانتشاره بسبب كثرة الفتوحات واختلاطهم بالعجم، وادخال كتب الفلسفة والزندقة من خلال أعداء الله إلى بلاد المسلمين، ومن خلال المندسين الذين اشعلوا الفتنة في صفوف المسلمين حتى وسعوا الخلافات، وظهرت المدارس الجدلية والطائفية التي تنافي الشرع المطهر، ومن الاسباب أيضاً لوجود الطائفية: بُعْد بعض المسلمين عن دينهم القائم على علم الكتاب والسنة عقيدةً ومنهجاً وشريعةً وسلوكاً، وهو سبب رئيس لهذا التفرق.
فالأصل هو اتباع الكتاب والسنة كما كان الرعيل الأول، وأي شخص أو طائفة تخالفهما فهي طائفة شاذة عن الجماعة الأم " أهل السنة".
فالشيعة حصروا الإسلام في بعض بطون ال البيت ورفضوا التحاكم إلى الكتاب والسنة، وهكذا قل في كل طائفة خالفت علم الكتاب والسنة عقيدةً ومنهجاً وشريعةً وسلوكاً،.
فليست الطائفية من الاسلام ولا دعا لها الشرع بل حذر منها فقال سبحانه: "وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا، كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ".
فأي خلل يوجد في صفوف المسلمين فإنه لا يُنسب إلى الإسلام ولا يمثله، لأن الإسلام شرع رب العالمين، ودينه القويم الذي لا خلل فيه، ولا تناقض، ولا تصادم، فهو دين العصمة والرحمة والنجاة للبشرية جمعاء، ومن ادعى أن في الاسلام خللا أو نقصاً فقد وقع في الكفر بإجماع علماء الملة.
فالواجب عودة المسلمين إلى تحكيم الكتاب والسنة حتى يكونوا أمة واحدة لا طائفية فيها ولا ضلال، مع حسن التعامل مع المخالف في ما يطرأ من الاختلاف في المسائل المستساغة شرعاً.
ولذلك أقول: وجود الاختلافات بين صفوف الأمة لا يعني أن النظام الاسلامي لا يمكن أن يكون حاكماً مواكباً للعصر منضبطاً بأدلة الكتاب والسنة.
النظام الاسلامي كان هو الحاكم السائد والنموذج الحي الذي أقام به الخلفاء الراشدون الأربعة دولتهم، وكذا كان سائداً في الدولة الأموية والعباسية ودولة صلاح الدين الأيوبي " الدولة الأيوبية " ودولة قطز والظاهر بيبرس، ودولة الأندلس وغيرها من دول الإسلام رغم وجود الطوائف والخلافات بين المسلمين في قضايا الأصول والفروع.
فالخلاف بين المسلمين شئ، والحكم الاسلامي الذي يقيم دولتهم شئ آخر، فاحذروا من الخلط.
ولا يمكن لحاكم مسلم في العصر الحديث أن يوقف مثل هذه الاختلافات لكنه يستطيع أن يحسم أمر كل طائفة إذا خرجت عن النظام الاسلامي في الدولة المسلمة.
ثم هل العلمانية استطاعت أن تعالج الطائفية حتى تتبجح بمثل تلكم العبارات خلال حكمها منذ مائة عام في البلدان الاسلامية إلى اليوم؟!! الجواب : لا، ولذا فشلت أن تقضي على الطائفية بل زرعتها ووثقتها وقوتها بتوجيهات ودعم من الدول العلمانية الغربية الكبرى كي تشتت شمل المسلمين وتضعفهم، وأكبر مثال على ذلك الطائفية الموجودة في البلدان العلمانية كلبنان، وبنغلاديش، وأوزبكستان، وتركمانستان، وقرغيزستان، والسنغال، وألبانيا، وبوركينا فاسو، وكوسوفو، ومالي، ، وتشاد، وغينيا، وغيرها، فلماذا لم تتخلص هذه الدول العلمانية وتقضي على الطائفية ؟!!!!!! فلا تصدقوا تلبيسات العلمانيين.
وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم، وهناك خطوات ومناقشات أخرى سأذكرها إن شاء الله من خلال لقاءات قادمة حتى لا أطيل عليكم.