الإعجاز الرقمي للقرآن الكريم منه ما هو صحيح ومنه ما هو خزعبلات وترهات
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
س 179: هل تعلمون أين وردت الإشارة إلى وفاة النبي الكريم في القرآن؟ هناك منشور ذكر ثلاث آيات يقول صاحبه بأنها إشارة لوفاة النبي وحسب بها حساباً لعمر النبي ثلاثة وستين سنة، وهذه الآيات هي قوله تعالى : "وإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ" [يونس 10: 46]، وقوله تعالى: "وإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَ عَلَيْنَا الْحِسَابُ" [الرعد 13: 40]، وقوله تعالى: "فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ" [غافر 40: 77]، فما صحة هذا المنشور؟
ج 179: هذا المنشور من الترهات والخزعبلات ولا يتوافق مع الاعجاز القرآني العددي، وإنما هو الهوى والترهات والخزعبلات، وعلى سبيل المثال حتى تعرفوا كذب هؤلاء ولعبهم بكتاب الله: هذه الآيات المذكورة التي سموها الآيات الثلاث التي تشير لوفاة النبي عليه الصلاة والسلام حيث حصروها بثلاث آيات، وهذا عين الكذب، فهناك آيات أخرى وهي أكثر صراحة منها، ومع ذلك لم تذكر في المنشور لأن الناشر لو ذكرها لكشفت زيفه وكذبه العددي الذي لا يتوافق مع كتاب الله، وإليكم هذه الآيات التي لم يذكرها في هذا الباب وهي أصرح مما ذكره، وكان السلف يرددونها اثر وفاة رسول الله عليه الصلاة والسلام لكون الاشارة فيها أصرح، وهي قوله تعالى: "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَد خَلَت مِن قَبلِهِ الرٌّسُلُ أَفَإِن مَاتَ أَو قُتِلَ انقَلَبتُم عَلَى أَعقَابِكُم وَمَن يَنقَلِب عَلَى عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيئاً وَسَيَجزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ" [آل عمران: 144]، وقوله تعالى: "إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَيِّتُونَ" [الزمر: 30]، وقوله تعالى: "وَمَا جَعَلنَا لِبَشَرٍ، مِن قَبلِكَ الخُلدَ أَفَإِن مِتَّ فَهُمُ الخَالِدُونَ" [الأنبياء: 34].
وهناك آيات أخرى تشير لذلك، ولذا فبعض الحمقى يريدون أن يبعدوا الناس عن فهم القرآن وتفسيره وفقاً لقواعده الشرعية التي وضعها علماء الاسلام والتي من خلالها تستطيع فهم القرآن فهماً صحيحاً وفق مراد الله، فاحذروا من مثل هؤلاء القوم غير المتعلمين تعليماً شرعيا صحيحاً ، فإن كلامهم لا ينضبط بأي ضابط سليم إلا اليسير من باب المصادفة الممكنة، ولا يعني ذلك رد الاعجاز العددي في القرآن الكريم ممن يتقنه وهو فيه إمام، ومثله من كان إماماً في الاعجاز العلمي للقرآن والسنة لكون الاعجاز العلمي للقرآن والسنة تصديقاً للكتاب والسنة لا تأويلاً مخترعاً يقوم على الهوى، وبالله التوفيق.