الثلاثاء 5 ربيع الآخر 1446 هـ || الموافق 8 أكتوبر 2024 م


قائمة الأقسام   ||    قواعد واصول العقيدة والتوحيد    ||    عدد المشاهدات: 5224

الحلقة (1)

القاعدة الأولى

كل شئ في الكون يدل على وجود الخالق الخبير جل وعلا.

سُئل أعرابي من أصحاب الفطر السليمة فقيل له: كيف تعرف ربك ؟

فقال: البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، ليلٌ داج ([1])، ونهارٌ ساج ([2])، وسماءٌ ذات أبراج ([3]) ، أفلا تدل على الصانع الخبير.

لو أن ملحداً لا يؤمن بوجود الله جل وعلا فَكَّرَ في نعمة العقل، والبصر، والسمع ، والأرض، والسماء، وكل شئ حوله لَدَلَّهُ ذلك على وحدانية الله ووجوده، وأنه ربُّ كل شئ ومليكه، وأنه الواحد الأحد الذي يدير هذا الكون.

قال ابن المعتز:

فواعجباً كيف يُعصى الإلــــه****ْ أم كيف يَجحدهُ الجاحــــدُ

ولله فـــي كلِّ تحريكـــــــةٍ**** وتسكينةٍ أبداً شاهـــــــــدُ

وفي كلِّ شيئ لهُ آيـــــــةٌ([4])**** تـَدُلُّ علـى أنـهُ الـواحـدُ

 

قال الله تعالى: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ ، وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا([5]) وَبَثَّ([6]) فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ([7]) الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ"([8]).

وقال الله تعالى:"" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا، وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ([9]) بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا ، وَغَرَابِيبُ([10])سُودٌ""([11]).

سئل أبو نواس عن وجود الباري جلَّ وعلا ؟ فأنشد قائلاً:

تأمَّلْ في نبات الأرضِ وانْظُــرْ**** إلى آثارِ ما صنـعَ الملـيكُ

عيونٌ مِنْ لُجِينٍ([12])شاخصات****ٌ بأبصارٍ هي الذهبُ السبيـكُ([13])

على قَصَبِ الزبرجدِ شاهداتٌ***** بأن الله ليـس له شريــكُ ([14]).

 

([1])  مظلم..

([2])  ساكن.

([3])  الأماكن التي تأتيها النجوم في السماء.

([4])   علامة.

([5])  بإنبات الزرع فيها بعد أنْ كانت ميتةً لا زرع فيها.

([6])  فرَّق ونشر.

([7])  تنويعها.

([8])  سورة البقرة الآية رقم : 164.

([9])  طرق في الجبال تخالف لونها.

([10])  شديدة السواد, وسود بدل من غرابيب.

([11])  سورة فاطر الآيتان رقم : 27-28.

([12])  فضة.

([13])  المذاب.

([14])  ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، دار الفكر، (1/60).




اقرأ أيضا



للتواصل معنا

فايس واتساب تويتر تلغرام