لماذا لم يؤذن النبي عليه الصلاة والسلام في حياته؟
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
س 189: ما صحة هذا القول التالي: "هل تعلم أن الرسول لم يؤذن في حياته قط، وذلك لأنه لو كان أذن لكان كل من تخلف عن الإجابة كافراً، كما أنه كان داعياً فلا يجوز أن يشهد لنفسه، وقال بعض العلماء: إنه لو أذن قائلاً أشهد أن محمداً رسول الله لتوهم البعض أن هناك نبياً ورسولاً غيره؟
ج 189: هذه المقولة غير صحيحة، والصواب أنه لم يُعرف عنه أنه أذن في حياته بسبب أنه كان مشغولاً بأمور الناس ودعوتهم وتعليمهم وأمور الولاية والرسالة ونحو ذلك، وقد أوكل الأذان لغيره، وهكذا فعل مثله الخلفاء الراشدون ومن بعدهم من أهل الولايات لانشغالهم، ويُحكى أن عمر بن الخطاب قال: "لولا الخلافة لأذنت".
وأما ما أخرجه الترمذي في جامعه والدارقطني في سننه عن عمرو بن عثمان بن يعلى بن مرة عن أبيه عن جده: "أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسير فانتهوا إلى مضيق وحضرت الصلاة فَمُطِرُوا، السماء من فوقهم والبلة من أسفل منهم، فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على راحلته وأقام أو أقام فتقدم على راحلته فصلى بهم يومئ إيماء يجعل السجود أخفض من الركوع" فهذا حديث ضعيف، في اسناده: عثمان بن يعلى بن مرة، وهو مجهول، ولم يرو عنه غير ابنه عمرو، وابنه هذا أيضاً مجهول، وقد غلط من قوى هذا الحديث، إذ علته ظاهرة واضحة.
وأما قول القائل: "وذلك لأنه لو كان أذن لكان كل من تخلف عن الإجابة كافراً" فهذا من الهراء والدجل الذي لا ينبغي الالتفات إليه.
ومثله قوله: "كما أنه كان داعياً فلا يجوز أن يشهد لنفسه".
وأما قوله: "وقال بعض العلماء: إنه لو أذن قائلاً أشهد أن محمداً رسول الله لتوهم البعض أن هناك نبياً ورسولاً غيره" فأين مصدر صاحب المنشور الذي ينشر مثل هذه الأقوال التي لا أثرة لها من علم صحيح وينسبها للعلماء؟!، والتي تتعارض مع صرائح الكتاب والسنة، وبالله التوفيق.