لا يصح أثر أن الله: "أوحى لكليمه موسى: يا موسى استغاث بك فرعون سبعين مرة ولم تغثه، وعزتي وجلالى لو استغاث بي مرة واحدة لوجدنى قريباً مجيباً"
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
س 211: ما صحة قصة فرعون التالية: "فرعون وهو يغرق قال أغثني يا موسى سبعين مرة ولم يغثه، فأوحى الله لكليمه موسى: يا موسى استغاث بك فرعون سبعين مرة ولم تغثه، وعزتي وجلالى لو استغاث بي مرة واحدة لوجدنى قريباً مجيباً، فقال أحد الصالحين: يا رب إذا كان هذا لطفك ورحمتك بمن قال: {أنا ربكم الأعلى}، فكيف سيكون لطفك ورحمتك بمن يسجد لك ويقول {سبحان ربي الأعلى}"؟
ج 211: هذا من الآثار المروية عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما، وقد ذكره السائل مختصراً رغم طوله في كتب التفسير وعلومه، وظاهر الأثر أنه من الإسرائيليات، فلا يصح رفعه إلى النبي عليه الصلاة والسلام، وقد ذكره جمع من أهل العلم في كتبهم ولم يسندوه، منهم الإمام البغوي في كتابه: "معالم التنزيل في تفسير القرآن"، وأبو المظفر المروزى السمعاني في تفسيره مختصراً، والسيوطي في كتابه: "معترك الأقران في إعجاز القرآن، ويُسمَّى (إعجاز القرآن ومعترك الأقران)"، فإذا قال قائل: ولماذا ذكر أهل العلم هذا الأثر وهو من الإسرائيليات التي لا يصح رفعها إلى النبي عليه الصلاة والسلام؟ فالجوا : أنه لا مانع من ذكرها على سبيل الإخبار والعبرة والإتعاظ، إلا ما علم أنه كذب، فيكون الإخبار بالإسرائيليات لا على سبيل الإيمان بها وتصديقها عملاً بما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو قال، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار".
قال ابن حجر في كتابه فتح الباري (6/498-499) : "وقال مالك المراد جواز التحدث عنهم بما كان من أمر حسن، أما ما علم كذبه فلا"، وبالله التوفيق.