كيفية التعامل مع المخالف
(ضمن موضوع دراسات منهجية في ظل الانحرافات الفكرية)
الحلقة (24)
بقلم د. صادق بن محمد البيضاني
ينبغي للقارئ الكريم أن يتعرف على الطريقة المثلى في التعامل مع المخالف عند الاختلاف، وقد بسطت ذلك في مقال لي منذ عدة سنوات، وتم نشر المقال ضمن كتابي ” الوثيقة المهمة لإصلاح ما بين الأمة صفحة 250 وما بعدها، طبعة دار اللؤلؤة ببيروت لعام 2015م”، ولعل من المناسب لأهميتها إعادة نشرها ليستفيد منها الناس، وخصوصاً أن الخلافات متكررة ومتجددة حتى هذه الساعة، وتتلخص هذه الطريقة في الآتي:
الأول: التعامل مع المخالف كإنسان له مشاعر وأحاسيس وعواطف حسب بيئته وطينته.
الثاني: الاعتراف بحق الأخوة مهما اختلفنا.
الثالث: التسليم لـ «الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة – أصحاب القرون الثلاثة المفضلة -» عند الاختلاف.
الرابع: الاعتراف بقدرات الآخرين، وإنزالهم منازلهم في حدود الشرع بما يوافق المنهج الحق.
الخامس: التسليم بأن الخطأ وارد في حق الآدميين، سوى المعصومين من الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم
السادس: الاعتراف بالخطأ والتواضع للآخرين.
السابع: إرساء مبدأ الشفقة والرحمة بالأمة.
الثامن: إرساء مبدأ الخلق الحسن.
التاسع: الاعتراف بإيجابيات المخالف وشكره عليها في حدود الشرع.
العاشر: نسيان الخطأ الذي رجع عنه المخالف.
الحادي عشر: الحذر من استعمال النقد اللاذع المباشر.
الثاني عشر: احترام آراء الآخرين في حدود الشرع.
الثالث عشر: تجنب الجدال.
الرابع عشر: حسن الطرح والنقد.
الخامس عشر: طلاقة الوجه عند اللقاء والمناقشة.
السادس عشر: الحذر من التزلف للسلطان وبعض الجهات الرسمية على حساب المخالف.
السابع عشر: مراقبة الله قبل جرح الآخرين.
الثامن عشر: التثبت من وقوع الخطأ قبل معالجته، وقبل نقد مَنْ نُسِبَ له.
التاسع عشر: استعمال اللين والحكمة والتلطف في النصح.
العشرون: الحذر من إشاعة أخطاء المخالف حتى يناصح وتقام عليه الحجة وتزال عنه الشبهة، ثم النظر في المصلحة والمفسدة حال رفضه قبول الحق من إشاعتها أو عدمه.
الواحد والعشرون: الصبر على أذى وسوء خلق المخالف.
الثاني والعشرون: تغليب نصيحة السر على الجهر؛ حسب المصلحة والمفسدة.
الثالث والعشرون: أن يحذر الناقد عالماً كان أو طالب علم من تشجيع الناشئة على التشهير بمثالب وزلاَّت العلماء والدعاة إلى الله.
الرابع والعشرون: الحذر من إلزام الآخرين بأقوال بعض المشايخ.
الخامس والعشرون: الحذر من امتحان الناس فيما ذهبوا إليه من المسائل التي يسوغ فيها الخلاف.
السادس والعشرون: حسن الظن بالآخرين، وحملهم على السلامة عند سماع ما ظاهره المخالفة للشرع، حتى يتأكد مما نُقِل له.
السابع والعشرون: التورع من ظلم الآخرين.
الثامن والعشرون: التواضع وخفض الجناح للآخرين.
التاسع والعشرون: استعمال الحلم والأناة قبل الحكم على الآخرين.
الثلاثون : إنصاف المخالف والحذر من تحجيم الخطأ.
الواحد والثلاثون: الحذر من تهمة العلماء بأنهم لا يفقهون الواقع.
الثاني والثلاثون: عذر من أخطأ إذا كان خطؤه في مسألة يجهل حكمها أو كان متأولا أو مجتهداً.
الثالث والثلاثون: البعد عن الدخول في النيات.
الرابع والثلاثون: معرفة مقصد المتكلم قبل نقد مجمل كلامه.
الخامس والثلاثون: التخلص من جمع الأتباع وتكثيرهم، وتحذيرهم من إطراء الشخصيات العلمية، ومن التقليد الأعمى.
السادس والثلاثون: تغليب الحق على الانتصار للنفس.
السابع والثلاثون: قبول الحق من المخالف.
الثامن والثلاثون: عدم قبول كلام الأقران بعضهم في بعض. إذا كان الدافع الحسد.
التاسع والثلاثون: ضع نفسك مكان هذا المخالف، وتخيل أنك الخصم، وأن من خالفك ظلمك ولم ينصفك، فكيف سيكون شعورك؟ وما هو موقفك عندئذ؟
الأربعون: أكثر من الدعاء للمخالف في أن يبصره الله بالحق، ويمتنَّ عليه بالهداية