حكم الصلاة في مكان يخل بالخشوع
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
س 393: هل يجوز أن أصلي في مكان عام يوجد فيه أغاني، يعني لو كنا في محل تسوق وكان يوجد مكان للعب الأطفال وكان فيه أغاني وتوجد بجانبه غرفة للصلاة والصوت عالي، ولم يكن لنا خيار آخر سوى أن نصلي ... أفيدونا أفادكم الله.
ج 393: إن وجد مكان آخر وستدركون وقت الصلاة قبل خروجها عن وقتها فلا تصلوا في ذلك المكان المذكور لأن الصلاة شغل وهذه الأغاني وما ذكر السائل من الملاهي تشغل المصلي وهذا لا ينبغي ففي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: كنت أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيرد علي فلما رجعنا سلمت عليه فلم يرد علي وقال: "إن في الصلاة لشغلا"(1).
ثم صلاتكم في مكان كهذا يمنعكم من الخشوع وإتيان ما طلبه الشرع فيها بسبب هذه الملاهي ومن صفات أهل الإيمان ما ذكره الله عز وجل في كتابه الكريم بقوله: "قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ"(2).
والصلاة في أماكن كهذه تنفي حقيقة الخشوع فلا يُصلى فيها إلا إذا تأكد الشخص أن الوقت لا يسع وأنه إن خرج منها خرج وقت الصلاة، وبالله التوفيق.
__________
([1]) أخرجه البخاري في صحيحه [أبواب العمل في الصلاة - باب ما ينهى من الكلام في الصلاة (1/402 رقم 1141)]، ومسلم في صحيحه [كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحة (1/382 رقم 538)] كلاهما من حديث عبد الله بن مسعود.
([2]) سورة المؤمنون, الآية (2).