الثلاثاء 2 جمادى الآخرة 1446 هـ || الموافق 3 دجنبر 2024 م


قائمة الأقسام   ||    مختصر المنتقى من الفتاوى وزياداته    ||    عدد المشاهدات: 5559

مكان إحرام من أراد العمرة مباشرة بعد الحج

 بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني 


س 504: من أين يحرم من أراد العمرة بعد الحج؟


ج 504: إن كان الحاج مفرداً فلا بأس بالعمرة بعد الحج، وإذا كان متمتعاً أو مقرناً فلا يسن له ذلك فلم يصح على الراجح جواز عمرتين في سفرة واحدة، ويكون ميقاته من سكنه الذي هو فيه فإذا كان ممن ينام في الحرم فعليه أن يخرج ويحرم من خارجه.

أما حديث عائشة الذي في الصحيحين والذي فيه: قالت "خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فمنا من أهل بعمرة(1) ومنا من أهل بحج(2) فقدمنا مكة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحرم بعمرة ولم يهد(3) فليحلل(4) ومن أحرم بعمرة وأهدى(5) فلا يحل حتى يحل بنحر هديه(6) ومن أهل بحج فليتم حجه.
قالت: فحضت فلم أزل حائضا حتى كان يوم عرفة ولم أهلل إلا بعمرة فأمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن أنقض رأسي وأمتشط وأهل بحج وأترك العمرة ففعلت ذلك حتى قضيت حجي فبعث معي عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وأمرني أن أعتمر مكان عمرتي من التنعيم"
(7).

فهذا الحديث مفاده أنها لم تأت بعمرة وإنما كان حجها مفرداً بسبب حيضتها بدليل قولها: فأمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن أنقض رأسي وأمتشط وأهل بحج وأترك العمرة ففعلت ذلك.
وأما كونها أحرمت من التنعيم: فالذي يظهر أنه أقرب مكان مناسب للإحرام يومها، فكان الأمر كذلك، واليوم يحرم من كان بمكة من موضع سكنه، فإذا كان ممن ينام في الحرم فعليه أن يخرج ويحرم من خارجه كما سبق، وبالله التوفيق. 
ــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) مفردة والمعنى أحرم بها أو لبي بها بإن قال لبيك بعمرة.
([2]) مفرد أو مقرون بعمرة.
([3]) من الإهداء أي لم يكن معه هدى.
([4]) بفتح الياء وكسر اللام أي فليخرج من الإحرام يحلق أو تقصير.
([5]) كان معه هدي.
([6]) لا يخرج من الأحرام ولا يحل له شيء من المحظورات حتى يتم العمرة والحج جميعًا، أي يوم العيد فإنه لا يجوز له نحر الهدي قبله.
([7]) أخرجه البخاري في صحيحه [كتاب الحيض، باب كيف كان بدء الحيض وقول النبي صلى الله عليه وسلم (هذا شيء كتبه الله على بنات آدم) (1/113 رقم 290)]، ومسلم في صحيحه [كتاب الحج، باب بيان وجوه الإحرام وأنه يجوز إفراد الحج والتمتع والقران وجواز إدخال الحج على العمرة ومتى يحل القارن من نسكه (2/870 رقم 1211)] كلاهما من حديث أم المؤمنين عائشة.




اقرأ أيضا



للتواصل معنا

فايس واتساب تويتر تلغرام