السبت 15 ربيع الأول 1445 هـ || الموافق 30 شتنبر 2023 م


قائمة الأقسام   ||    مقدمات مهمة في عقيدة المسلم    ||    عدد المشاهدات: 4723

الحلقة (1)

المقدمة الأولى

أهمية تدريس العقيدة الصحيحة

تكمن أهمية دراسة العقيدة الإسلامية الصحيحة في جمع كلمة المسلمين، وربطهم بربهم ومليكهم جل وعلا ليحققوا العبودية الصحيحة على مراد الله، وينزهوه عن النظير والند والمثيل، ويدفعوا بذلك تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، ليعيدوا للأمة الإسلامية مجدها التليد وفقاً للفهم الذي سلكه صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام الذي زكاهم ربنا بقوله: "وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً، ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"([1]).

قال ابن مسعود: "إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون على دينه, فما رأى المسلمون حسناً فهو عند الله حسن, وما رأوا سيئاً فهو عند الله سيئ"([2]).

والمقصود بالمسلمين هنا: "الصحابة".

وذكر الخطيب البغدادي في الكفاية في علم الرواية (ص 49) بسنده إلى أبي زرعة أنه قال: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدَّى إلينا هذا القرآنَ والسننَ أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة" اهــ

فحاجتنا إلى العقيدة وفقاً لفهم سلفنا الصالح "الصحابة" أشدُّ من حاجتنا إلى الطعام والشراب إذ هي غذاء الروح، وأما الطعام والشراب فغذاء الجسد الذي سيبلى ويأكله الدود، وبينهما بوعٌ كبير.

فلزاماً على أبناء الأمة أن يدرسوا العقيدة الصحيحة، ويفقهوها ليحققوا العبودية على مراد الشرع لا على مراد الهوى والنفس والشيطان، وحتى يحذروا سبل أهل الأهواء والضلالات الذين هم سبب تخلف المسلمين من الناحية الدينية والدنيوية، فالإسلام دين الصفاء والتقدم والرقي والحضارات، "ولكن أكثر الناس لا يعلمون".

وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.

 

([1])  سورة التوبة الآية رقم :(100).

([2])  أثر حسن، أخرجه أحمد في مسنده وغيره ( وانظر تخريجه في كتابنا " تذكرة الأنام بحكم القراءة أثناء الصلاة في المصحف للإمام وغير الامام " ص14 وما بعدها، دار الأخيار بالرياض، الطبعة الثانية 1424هـ ).




اقرأ أيضا



للتواصل معنا

فايس واتساب تويتر تلغرام