حكم رسم أفلام الكرتون وتحويلها إلى متحركة وحكم ما تحتويه من موسيقى ومعازف

 بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني

س 04: بخصوص المصور الذي يرسم لأجل انتاج أفلام الكرتون للأطفال أو كوسائل مرورية أو دعائية ونحوها ثم يحركها من خلال بعض البرامج فتصير هذه الصور التي هي أشبه بالمخلوقين ذوي الأرواح متحركة وتتكلم في الفيديو، هل هذه صور محرمة وما حكم الموسيقى المصاحبة لهذه الأفلام الكرتونية؟

ج 04: هذه صور لكن لا تضاهي صور المخلوقين التي خلقهم الله عليها فكل صورة تشبه المخلوق في أصل الخلقة فهي صورة محرمة، مثلاً لو رسم المصور زيداً من الناس أو صوره بكاميرا فستعرف هذه الصورة بأنها صورة فلان بن فلان الذي خلقه الله ونفخ فيه الملك وهو في بطن أمه، لكن لو رسم أي صورة كرتونية مثل الشخصيات المشهورة في أفلام الكرتون مثل غرنديزر مثلاً أو ميكي أو رجلاً لا يمكن مطابقته في الجملة بالمخلوقين الذين نفخ فيهم الملك بأمر الله، فهذه ليست صورة ذات أصل حقيقي، لكن لو رسم رجلاً أو طفلاً أو قطة أو فأراً أو أسداً أو طيراً أو حشرة حية أمامه أو أي صورة حية مطابقة في الجملة للتي تم النفخ فيها فهذا محرم، لماذا لأن فيه مضاهاةً لخلق الله بمعنى مماثلة ومشابهة للمخلوق، ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام كما في حديث عائشة رضي الله عنها عند البخاري ومسلم: (أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله)، وفي الحديث المتفق عليه عن ابن عباس رضي الله عنهما سمعت رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول: (من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ)، وله عند مسلم مرفوعاً: (كل مصور في النار يُجعل له بكل صورة صورها نفسا تعذبه في جهنم) وقال: (إن كنت لا بد فاعلا فاصنع الشجر وما لا نفس له).

وصور أفلام الكرتون مما لا نفس له، لعدم وجود المضاهاة فلا حرج منها إن كانت هذه الأفلام مفيدةً غير منافية للدين والأخلاق، أما ما يصحبها من المعازف ففاعل ذلك في الفلم نفسه آثم كما تقدم في أكثر من جواب، ولا ينبغي للأباء أن يعودوا أبناءهم على المعازف سواء أثناء مشاهدة أفلام الكرتون أو غيرها، فمن شب على شيء شاب عليه، أو تخفيض صوت المعازف بحيث لا تسمع أثناء مشاهدة مثل هذه الأفلام ويمكن الاستغناء عنها بأفلام لا معازف فيها، وفي الحديث المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته)، وبالله التوفيق.