حكم استعمال طاسة البرع اليمنية في الأفراح والمناسبات وهل هي طبل أو لا؟
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
س 06: أشكل علينا حكم ضرب الطاسة اليمنية التي تسمى "لعبة البرع للرجال" هل هي طبل أم لا؟ وسبب هذا الاشكال أنه انتشر على اليوتيوب مقطع فيديو عرس فيه قصائد لفضيلتك، ينشدها منشدون وفي بعضها ضرب الطاسة والرقص عليها بما يسمى لعبة البرع من الحاضرين، وبارك الله فيكم؟
ج 06: طاسة البرع أو دقة البرع على الطاسة مما توارثه الأجيال باليمن، وحكمها حكم الدف أو الطار ونحوهما فهي جائزة للرجال في أن يلعبوا مع طرقها لعبة البرع بالجنابي وبغير الجنابي في مثل هذه المناسبات، فهذه الطاسة ليست طبلاً لأن الطبل المنهي عن استعماله يختلف تماماً عن الطاسة من حيث أن الطبل عبارة عن وعاء اسطواني ودائري مغطى من الجهتين بجلد ودقته تختلف عن الطاسة التي ليست مغطاة من الجهتين بجلد، وقد أخطأ شيخنا العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي في إحدى فتاواه حين قال إنه لا بأس لو كانت مخرومة من إحدى الجهتين حيث جوابه يوحي أنها إن لم تكن مخرومة فهي طبل، مع أني أذكر أننا استعملنا الطاسة طاسة البرع في زواجه بأم عبد الرحمن الجزائري ولعبنا يومها عليها بحضوره بعد صلاة العشاء عند باب المسجد القديم فلم ينكر علينا، فإني ابن بلدي أحب اللهو في الأعراس وكنت ممن رقص عليها مع من رقص من طلاب الحديث، وأنا أعزب.
أما الطبل فهو يختلف عن الطاسة وقد ثبت النهي عن استعماله كما ثبت في سنن أبي داود وأحمد وغيرهما عنِ ابن عبَّاس - رضِي الله عنْهما - عن رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - قال: «إنَّ الله حرَّم عليَّ أو حرَّم الخمْر والميسر وَالكُوبَةَ، وكل مسكر حرام»، وفي رواية: «إن الله حرَّم عليكم». قال سفيان - أحد رواة الحديث -: "قلت لعلي بن بذيمة: ما الكوبة؟ قال: الطبل".
ثم الرقص اللائق بالرجال في مناسبات الفرح لا حرج منه، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن الناس على عهد النبي عليه الصلاة والسلام في يوم عيد لعبوا بحرابهم في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وبالله التوفيق.