حكم تمثيل الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والمقاطع التمثيلية بجميع أشكالها
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
س 07: ما حكم التمثيل بجميع أشكاله سواء كان مسلسلاً تاريخياً أو كوميدياً أو غير ذلك؟
ج 07: إقامة التمثيليات والمسلسلات والأفلام سواء سلمت من الاختلاط والمحرمات أم لم تسلم لا تنفك عن الكذب لأن الممثل يتلبس بشخصية ليست شخصيته الحقيقة، ويتكلم بكثير مما لا صدق فيه، وهذا كذب، والكذب محرم بلا خلاف، وهذا ما يجعلها محرمة من الأصل سواء كانت بطرح إسلامي أو تاريخي أو غيره، وأفضل من ناقش هذه المسألة العلامة بكر أبو زيد رحمه الله في كتابه: "التمثيل"، وذكر رحمه الله أن الكذب لا يمكن أن ينفك عن التمثيل سواء كان أسطورة فهذا اختلاق لا وجود له، أو كان معيناً كمسلسل خالد بن الوليد أو صلاح الدين الأيوبي، وغيرهما من العظماء فهم سيقولون قال فلان ويفتعلون بعض الأفعال والحركات والتصرفات وكثير منها افتراء، وقد ذكر الفقهاء أن الله إذا حرم شيئاً كالكذب، حرم ما بني عليه، وأوصل إليه، وذكر رحمه الله أن الممثل قد يتلبس بأفعال مهينة تسقط مروءته، والاسلام يطالب بحفظ مروءة المسلم، لأن المروءة من مقاصد الشرع ، وخوارمها من مسقطات الشهادة قضاءً، وقد أمر الشرع المطهر بمعالي الأخلاق، ونهى عن سفاسفها، وكما تعلمون أن الممثل قد يفعل بنفسه الأفاعيل المشينة كأن يمثل: أنه مجنون أو أبله ونحوها لأجل يضحك غيره، وهذا منهي عنه.
فعامة من يُعتد بعلمهم يقولون بحرمته، وكان لشيخنا ابن عثيمين رأي في جزئية مما سبق حيث قال إذا كان التمثيل هادفاً، ولم يتضمن محظورا وليس فيه كذب، فهو لا بأس به، لكن أين نجد تمثيلاً خلا من الكذب، فهذه الفرضية قد لا يكون لها وجود عند الممثلين، فإذا وجد شيء من هذه الفرضية، عندها سيتم النظر فيها والافتاء حسب الدليل ومقتضى الحال، وبالله التوفيق.