علاج مرضى الإرهاب الاجتماعي
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
س 567: إنني أعاني من الإرهاب الاجتماعي ولا أملك سبيلاً للخلاص من هذا المرض وقد تعالجت عند أخصائي نفساني دون جدوى وأحيطكم علمًا أنني أصرخ في الليل هكذا يقول زملائي حتى إنني أجبرتهم على الفرار ذات يوم فهل من حل؟
وفيما يخص هذا المرض فأعراضه كالاتي: احمرار الوجه، الغثيان، الوحدة، التعرق الشديد، ازدياد ضربات القلب، وهذه الأعراض تحدث كلما كنت محط أنظار الناس أو داخل جماعة فلا أستطيع الكلام من الخجل الشديد.. أفيدوني بنصائحكم وجزاكم الله خيراً؟
ج 567: ننصحك بالرقية الشرعية وذلك بقراءة القرآن أو الأدعية المأثورة الصحيحة ومن أهم ذلك تكرار قراءة الفاتحة وسورة البقرة وآل عمران والمعوذتين والإخلاص والصافات والزلزلة ونحوها مما يشتمل على آيات التوحيد والوعيد، والقرآن كله رقى وشفاء كما قال تعالى: "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ"(1).
ومن الأدعية: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"(2).
ترددها ثلاث مرات بين الحين والأخر وكل ما دخلت منزلاً.
مع المحافظة على الفرائض في أوقاتها وكذا السنن الرواتب والنوافل والوضوء في كل حين وكثرة التوبة والاستغفار والمحافظة على أذكار النوم والصباح والمساء وأذكار دخول الحمام والخروج منه ونحوها من الأذكار الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة وإبعاد الصور ذات الأرواح من المنزل وعدم الاستماع للموسيقى والغناء ونحوها.
وقد كان من هدي النبي عليه الصلاة والسلام أن يرقي نفسه.
تقول عائشة رضي الله عنهما كما في الصحيحين: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرقي بهذه الرقية أذهب البأس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف له إلا أنت".
وأخرج البخاري في صحيحه عن عبد العزيز بن صهيب قال دخلت أنا وثابت على أنس بن مالك فقال: ثابت يا أبا حمزة اشتكيت فقال: أنس ألا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، قال: بلى قال: "اللهم رب الناس مذهب البأس(3) اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت شفاءا لا يغادر سقماً(4)"(5)، كما ننصحك بكثرة المشي والتمارين الرياضية يوميا، وأن توهم نفسك أنك أشجع الناس وأقواهم ثقة بنفسك، وأنهم بالنسبة لك مجرد بشر مثلك لا قوة لأحد منهم عليك، وفقك الله لمرضاته، وبالله التوفيق.
ـــــــــــ
([1]) سورة الإسراء، الآية (82).
([2]) أخرجه مسلم في صحيحه [كتاب الذكر والدعاء والتوبة، باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره (17/340 رقم 7053)] من حديث خولة بنت حكيم.
([3]) شدة المرض.
([4]) مرضًا.
([5]) أخرجه البخاري في صحيحه [كتاب الطب، باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم (5/2167 رقم 5410)] من حديث أنس بن مالك.