حقيقة مدعي المهدية ناصر اليماني
الحلقة (1)
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
مدخل الدراسة
العقيد ناصر محمد مسعد القردعي المرادي نسباً، اليماني وطناً، من قبائل مراد بمأرب "قبيلة القرادعة"، ومراد من مذحج، ومساكنهم في شرق صنعاء، من محافظة مأرب، ولد عام 1969م، ضابط بالجيش اليمني.
عرفه زملاؤه من خلال انتسابه بالقوات المسلحة بالشخص العامي الذي لم يطلب العلم لدى العلماء، ولم يكن يوماً من الدهر من ذوي التخصص الشرعي، لا في مساجد، ولا معاهد دينية، ولا جامعات، وهو ممن يتعاطى القات ويمضغه بالساعات، وقيل إنه تركه.
وقد ادعى المهدية قبل عام 2005م، لكن في هذا العام نادى للحوار حسب زعمه في البيان رقم (١) الصادر بقلمه بتاريخ ٣ ديسمبر عام ٢٠٠٧م، وقال : "ادعوكم إلى الحوار من شهر محرم ١٤٢٦ للهجرة"اه، وهو يصادف شهر فبراير ٢٠٠٥م، ورتبته يومها بالجيش مقدم، وهو حاصل على بكالوريوس في العلوم العسكرية، من الكليّة الحربيّة بصنعاء عام 1993م، وكان ضمن الدفعة الثلاثين، وقد ترقى عام 2015م آخر حكم الرئيس عبدربه منصور هادي من رتبة مقدمٍ إلى رتبة عقيدٍ، ولا زال على هذه الرتبة حتى هذه الساعة.
وفي ذات يوم من عام 2005م، قال لبعض زملائه: إنه رأى رؤيا مفادها: أنه " المهدي"، وأن الله آتاه علم الكتاب، وعلمه ما لم يعلم، وأحاطه بجميع أسرار القرآن، كما أملى له ذلك الشيطان من خلال حلم سيأتي إيضاحه بإذن الله.
بعض زملائه شك في أمره، وقالوا: لعله أصيب بالمس الشيطاني أو السحر وإلا كيف من حلم واحد تغيرت حياته إلى ادعاء شئ لا يتوافق مع الشرع، فناصر قبيلي وعامي، وغير متدين، ولا أثر لسمة الصلاح على وجهه ولا في سائر أعماله، وغير مهتم بأمور العبادة، ولا هو من بيت النبوة وإن ادعى ذلك مؤخراً زوراً.
مضت الأيام ولا زال مصراً على أنه " المهدي " منذ أكثر من اثني عشر سنة حتى هذه الساعة، ولعن نفسه أكثر من مائة مرة في بياناته، إن كان كاذباً، رغم أنه كذب على رسول الله ووضع أكثر من "300 حديث" كما سيأتي بيانها مفصلاً بإذن الله في مواضع مختلفة، فشخص يكذب على رسول الله حريٌ به من باب أولى أن يكذب على عوام الناس.
كتب منشورات احتوت على قضايا تتصادم مع الدين الاسلامي وأدلته الشرعية، حيث نصب نفسه طاغوتاً مبدلاً لشرع الله المطهر، ومن المعلوم أن المهدي كما في السنة سيكون على هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام شريعةً ومنهجاً وعقيدةً وسلوكاً، وسيكون متديناً، ويصلح الله حاله في ليلة كما سيأتي في موضعه من هذه السلسلة، بينما ناصر اليماني يدعي المهدية منذ أكثر من اثني عشر سنة، وحتى اليوم لم يصلح الله حاله لا الديني ولا الدنيوي، بل كلما جاءت سنة كلما ازداد ضلالاً وبًعْداً عن الله وتقهقراً عن الظهور حتى ابتعد عنه كثير ممن انخدع به في أول الأمر، ولا زال معه أقوام مخدوعون عوام غير عقلاء لو كانوا يعلمون، فكيف بمثله يكون مهدياً؟!!
ومن عجائبه الطعن في عقيدة وشريعة ومنهج الاسلام، والطعن في حملة الشريعة وهم العلماء، والتحذير من طلبة العلم لكونهم يتهمونه بالدجل والكذب والتلبيس على العوام ونحوها من طوام المهلكات، وهذه لا شك أنها كلها حقيقة في هذا الدعي، كما سيأتي أمثلة ذلك.
ومن تبجحاته أنه يتحدى العلماء بإقامة الحجة عليه ومناظرته، بل يقول لأتباعه : " لقد عجز العلماء عن مناظرتي ولو كنت على باطل لجاءوا وناظروني، فصدقه بعض العوام حوله، بل نقل عنه بعض أتباعه أنه قال : " لقد اخرست والجمت ألسنة العلماء في كثير من العقائد وفتاواهم المبنية على الظن والروايات المفتراة على الله ورسوله" رغم أنه ما ناظره أحد من العلماء منذ ادعى المهدية حتى هذه الساعة، لعلمهم أنه ملبوس بمس شيطاني، وأنه دجال من الدجاجلة، ومن عجائبه انه يشترط ان تكون المناظرة عبر الكتابة على موقعه بالنت ولا يرضى المواجهة على قناة فضائية لكونه لا يحسن المناظرة وعامي جاهل لا يحسن الاملاء ولا يجيد قراءة الايات فضلا عن التجويد، بل تجرأ هو وبعض أتباعه أن يتهموا العلماء رجماً بالغيب بأنهم : يشاركون في موقعه على الانترنت بأسماء مستعارة خوفاً على سمعتهم ومناصبهم"، ويظن أن العلماء مثله روَّاد منتديات ومواقع على الانترنت، وهم من أبعد الناس عن ذلك لكثرة مشاغلهم في الدعوة إلى الله.
وإن تعجب فعجب قوله، حيث قال عن نفسه حالفاً يميناً كاذبة: " تالله ما اخترت وسيلة الإنترنت عن أمري، بل تلقيت ذلك أمراً من الله عن طريق الرؤيا ".
انظروا إلى جراءته كيف يـدعـي أن الله أمره أن يبلغ شريعته الشيطانية عبر الانترنت"، ولم يبق سوى أن يقول إني نبي هذه الأمة كما فعل بعض من ادعى المهدية مثل الميرزا غلام أحمد القادياني، من البنجاب - بالهند، فإنه ادعى عام ١٨٢٦م أنه المهدي، ثم بعد ذلك بزمن ادعى النبوة.
إن العلماء يُعرضون عن مناظرته لكون دجله وتلبيساته وضلالاته جلية لا تحتاج إلى مناظرة وإقامة حجج على شخص ملبوس بمس شيطاني، و دجَّال يدعي علم الغيب ظاهراً، ويكذب على رسول الله عليه الصلاة والسلام علناً، ويخترع أحكاماً غير أحكام الله تشريعاً، ويفسر القرآن على هواه بما يتعارض مع الشرع تضليلاً، ويتلقى الوحي من الشياطين واقعاً، ويأتي السحرة، ويأخذ منهم البيعة.
ومثل ذلك الكفر والضلال يعلمه عقلاء العوام فضلاً عن علمائهم، وقد صارت عادة العلماء مناظرة من لديه شبهة أو وقع في ضلال، ويحتاج إلى قيام حجة وإزالة شبهة، فمن من عقلاء العوام يصدق مثل قوله للناس: "إن إبليس سيتوب على يديه، وإن المسلمين اليوم غلطوا لكونهم يصلون الظهر والعصر والعشاء أربع ركعات، والصواب أنها ركعتان؟!! ومن من العوام يصدق قوله : إن رؤساء وملوك العالم سيأتونه صاغرين ليبايعوه عربهم وعجمهم؟!!!!
الجواب: لا أحد، إلا عامياً مجنوناً أو ملبوساً بمس شيطاني كناصر اليماني.
وسيأتي تفصيل كل ما ذكره ناصر اليماني من الضلالات والكفر من خلال منشوراته وكلماته التي تدل على جنونه ودجله وفساد سريرته وسيرته مع العزو لكل منشور بعز عزيز.
وقد خصصت لمنشوراته وطوامه هذه الدراسة ، بحيث أذكر قوله من منشوره أو بيانه وأعقب بالحكم الشرعي كما سيأتي عند نقد بياناته ومنشورته التي أضل بها بعض العوام، وقبل نقد منشوراته سأبدأ بمجموعة مقالات عامة حول حقيقته وطوامه وكفرياته وضلالاته، وسأوجز العبارات في كافة الحلقات بإذن الله ليتسنَّ للجميع القراءة.
وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.