بعض أسماء مدعي المهدية في العصور المتقدمة
الحلقة (4)
لقد حرص الشيطان أن يغوي الآدميين ويبعدهم عن صراط الله المستقيم، فتارة بتزيين المعصية، وتارة بتهوينها، وتارة بالتلبيس، وتارة بتصعيب التوبة على الإنسان، وتارة باليأس، وتارة بالغضب، وتارة بالتمرد على أحكام الله، وتارة بالأماني والغرور، وهكذا طرق كثيرة في الإغواء، ومنها الإغواء من خلال الأحلام الشيطانية كالتي تحصل لمدعي المهدية.
ولم يكن ناصر اليماني أول من يدعي المهديه بسبب الأحلام الشيطانية، بل سبقه أقوام كثيرون، وعاصره خلقٌ كثير، وكل واحد يقول: إنه المهدي بسبب إغواء الشياطين لهؤلاء المدعين.
لقد بدأ ادعاء المهدية - على المشهور - عند الرافضة، ومن ذلك ادعاؤهم أن المهدي هو آخر أئمتهم الاثني عشر، واسمه: محمد بن الحسن العسكري وهو عندهم من ولد الحسين بن علي، ويعتقدون أنه دخل سرداب سامراء منذ أكثر من ألف سنة، وقد لقبوه بـ " المهدي المنتظر "، ولفظ المنتظر من ألفاظ الرافضة، نسبة لانتظار خروجه من السرداب، ولا يوجد في السنة هذا اللقب إلا عنهم.
وقد ولد عام 255م، واختفى بعد وفاة أبيه عام 260 ه، فادعت الرافضة الاثني عشرية أن اختفاءه برهان لخروجه آخر الزمان، وهذا ادعاء لا دليل عليه.
وادعى عبيد الله المهدي سنة ٢٩٧هـ أنه المهدي وأسس الدولة الفاطمية، وادعى محمد بن عبد الله بن تومرت العلوي الحسني عام ٤٩٧هـ أنه المهدي وأسس دولة الموحدين، وادعى عباس الفاطمي في القرن السابع الهجري أنه المهدي المنتظر، وادعى رجل اشتهر بالتويزري: نسبة إلى تويزر من نحل الصوفيه، خرج من رباط ماسه وادّعى أنه المهدي الفاطمي، وادعى إسحاق السبتى الزوي الذي خرج في عهد السلطان العثماني محمد الرابع سنة ٩٨٦هـ أنه المهدي، وكان من تركيا " من أهالي مير "، وادعى مهدي تهامة الذي ظهر في تهامه باليمن سنة ١١٥٩م أنه الإمام المنتظر وتبعه فريق من الأعراب، واستطاع القضاء على دولة الحمدانيين في (صنعاء) والدولة النجاحية في (زبيد)، وادعى رجل خرج سنة ١٢١٩هـ في مصر المهدية، وهو من مواليد طرابلس، وسرعان ما اشتبك في الحرب ضد جيش قادم من فرنسا حيث قتل مع عدد من أنصاره، وادعى محمد أحمد الذي خرج سنة ١٢٦۰هـ من السودان، وهو من قبيلة الدناقلة أنه المهدي، وادعى أحمد بن أحمد الكيّال: الذي دعا الناس إلى إمامته ثم خرج مدعيا المهدية وأسس فرقة الكيّاليّة، وادعى أحمد بن محمد الباريلي بالهند في القرن الثالث عشر أنه المهدي، وادعى الميرزا غلام أحمد القادياني عام ١٨٢٦م أنه المهدي وهو من البنجاب بالهند، ثم ادعى النبوة، فحارب جماعه السيخ، وأسس فرقة القاديانيه التي لايزال لها أتباع حتى الآن في الهند وبعض الدول الأخرى، وادعى محمد مهدي السنوسي ابن الشيخ السنوسي في بلاد المغرب أنه المهدي في أواسط القرن التاسع عشر الميلادي، لكنه تاب، وقال قبيل موته إنه ليس المهدي، وادعى علي محمد الشيرازي المعروف بالباب أنه المهدي في القرن الثالث عشر بشيراز (إيران)، فلما كثر اتباعه قال إنه نبي، ثم ادعى الألوهية، وادعى مهدي السنغال سنة ١٨٢٨م أنه المهدي المنتظر، ورفع راية الثورة على الحكم القائم إلا أنه فشل وقتل، وادعى مهدي الصومال " محمد بن عبد الله سنة ١٨٩٩م أنه المهدي.
وما تقدم من هؤلاء المدعين هو المشهور، وغيرهم كثير ممن ادعى المهدية قديماً.
وظهور هؤلاء الدجالين، ومنهم الضابط ناصر اليماني هو مصداق لقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: "يكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، يَأْتُونَكُمْ مِنَ الأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ لاَ يُضِلُّونَكُمْ وَلاَ يَفْتِنُونَكُمْ"، أخرجه مسلم في صحيحه.
وللكلام بقية أستأنفه في حلقة قادمة بإذن الله بعنوان: " ناصر اليماني وأسماء مدعي المهدية في العصر الحديث".
وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.
أهم المصادر والمراجع :
1-كتاب المهدى، تأليف الدكتور محمد بن اسماعيل المقدم، الدار العالمية، الطبعة الثامنة.
2-كشف الستار عن الفتن والملاحم وأشراط الساعة آخر الزمان، تأليف : فهد بن محمد بن سالم آل زيدان، دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع بالرياض، الرياض، الطبعة الأولى.
3-القول المختصر في علامات المهدي المنتظر، تأليف أحمد بن محمد بن حجر المكي الهيتمي، تحقيق مصطفى عاشور، مكتبة القرآن بالقاهرة، الطبعة الأولى.
4-حقيقة الخبر عن المهدي المنتظر، تأليف: سيد بن عمر بن عبد اللطيف، دار الفكر.
5-مجموعة صحف عربية ودولية.