الحوثي: الدمار والعبث السلالي(1)
بقلم الدكتور صادق بن محمد البيضاني
الحلقة الأولى: مقدمة عامة
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الكريم، وعلى آله وصحابته أجمعين، وبعد:
فمنذ سيطرت جماعة الحوثي على أجزاء واسعة من اليمن، شهدت البلاد مرحلة استثنائية من العبث المؤسسي والسيطرة الممنهجة على مؤسسات الدولة، الموارد الطبيعية، والبنية التحتية، والمجتمع المغلوب على أمره.
وقد رأيت أن أضع بين يدي القارئ الكريم هذا السفر الموجز الذي يهدف إلى توثيق وتحليل مشروع الحوثي في اليمن من زاويتين أساسيتين:
الأولى: الممارسة العقائدية والسياسية، كيف حول الحوثي الدولة ومؤسساتها إلى أدوات لمشروعه الطائفي، مع السيطرة على السياسة الداخلية والخارجية، الإعلام، والتعليم، وابتزاز المجتمع.
الثانية: التحكم بالموارد والبنية التحتية: كيف استولى الحوثي على متاحف اليمن، النفط والغاز، الموانئ، المطارات، المنافذ البحرية، والطرق، وحولها من أدوات وطنية لخدمة الشعب إلى وسائل حرب وابتزاز وتمويل المشاريع العسكرية والسياسية للجماعة.
وقد احتوى هذا السفر على عشرة فصول، كل فصل يكشف جانبا محددا من هذا المشروع، وإليك هذه الفصول التي ستنشر تباعا على هيئة مقالات:
الأول: الحوثي ومتاحف اليمن: العبث بالتراث التاريخي والثقافي.
الثاني: الحوثي والسياسة الداخلية: الهيمنة على الدولة والمؤسسات.
الثالث: الحوثي والسياسة الخارجية: تحويل الدولة إلى أداة في الصراعات الإقليمية.
الرابع: الحوثي والإعلام: السيطرة على الخطاب وتغيير الوعي الشعبي.
الخامس: الحوثي والمجتمع: ابتزاز المجتمع وإعادة هندسة البنية الاجتماعية.
السادس: الحوثي والحروب: تحويل الدولة إلى مسرح للصراع المستمر.
السابع: الحوثي والنفط والغاز: استغلال الموارد الطبيعية لتمويل الحرب.
الثامن: الحوثي وموانئ اليمن: التحكم بالمداخل البحرية كأداة اقتصادية واستراتيجية.
التاسع: الحوثي والمطارات وطائرات الخطوط الجوية: استغلال السماء للتحكم في النقل المدني والعسكري.
العاشر: الحوثي وسكة الطرق بين المحافظات والطرق الداخلية: تحويل الطرق والشوارع إلى أدوات للسيطرة والابتزاز الاقتصادي والسياسي.
هذه الفصول تعتمد على الوثائق الرسمية، مثل تقارير الأمم المتحدة، وتقارير المنظمات الدولية، وتقارير مراكز البحث المتخصصة، وغيرها لتقديم رؤية واقعية، موثقة وعلمية، بأدب تاريخي وصياغة من واقع الحدث.
والله من وراء القصد