السبت 18 ربيع الآخر 1447 هـ || الموافق 11 أكتوبر 2025 م


قائمة الأقسام   ||    سبع جلسات تفاهم مع منكر السنة    ||    عدد المشاهدات: 152

سبع جلسات تفاهم مع منكر السنة (6)
بقلم الدكتور صادق بن محمد البيضاني

الجلسة السادسة: هل درست علم الحديث وقواعده عند المتخصصين؟ إن قلت: لا، فكيف تتكلم في قضايا السنة وترد على أهل الحديث بلا علم؟


كثيرون يطعنون في السنة، ويشككون في الحديث النبوي، لكن قبل أن نخوض في الطعن، دعنا نسأل: هل درست علم الحديث؟

هذا العلم ليس روايات متناثرة ولا قصصا شفوية عشوائية، بل هو من أدق العلوم وأنفعها.

علم قائم على قواعد صارمة في:

الجرح والتعديل، والضبط والإتقان، ونقد السند والمتن، ومعرفة العلل الخفية، ودراسة السياقات، وفهم القرائن، والموازنة بين الروايات، ونحوها من القضايا.

وقد بذلت فيه جهود جبارة عبر قرون طويلة، وميّزت فيه مئات الآلاف من الروايات،

وفرز الصحيح من الضعيف، والمقبول من المردود، عبر منهج علمي صارم لو طبق على كثير من كتب التاريخ والفلسفة الغربية لسقط معظمها!

فهل تعرف هذه القواعد؟ هل قرأت في كتب علل الحديث؟ هل فهمت منهج الإمام البخاري أو مسلم أو الدارقطني أو ابن حجر أو الألباني؟

أم أنك تردّ الحديث فقط لأنه خالف ذوقك، أو اصطدم بانطباعٍ شخصيّ في ذهنك، أو ظننت أن فيه شيئا لا تفهمه، أو أنك تأثرت بعوام من يكتب في منصات التواصل على جهل؟

العاقل لا ينكر علما لم يدرسه، ولا يطعن في تخصصٍ لم يفهمه.

فإنكار السنة دون دراسة الحديث، كمن ينكر الكيمياء لأنه لا يعرف رموزها،

أو يرفض الطب لأنه لم يفهم تشريح الجسد!

إن كل علم له لغته ومصطلحاته، ومنهجيته وموازينه، ورجاله، فمن اقتحم علم الحديث دون أدواته، ثم طعن فيه، كان كمن هدم بيتا من الخارج دون أن يرى ما فيه.

فإن كنت باحثا عن الحق، فابدأ بدراسة هذا العلم دراسة نزيهة، من مصادره، وعلى أيدي أهله، أو احترم أهله وخذ بتوجيهاتهم كما تأخذ بتوجيهات طبيبك فإن الله يقول: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).

أما إن كان الشك نابعا من جهل، أو تحامل، أو هوى،

فلا يليق بالعاقل أن يقابل العلم بالظن، والمنهج بالانطباع، وهو يجهل علم الحديث وقواعده.

نلتقي غدا إن شاء الله مع آخر حلقة من هذه السلسلة.




اقرأ أيضا



للتواصل معنا

فايس واتساب تويتر تلغرام