السبت 18 ربيع الآخر 1447 هـ || الموافق 11 أكتوبر 2025 م


قائمة الأقسام   ||    أربع حلقات مهمة عن كرتون الأطفال وألعاب الجوال والألعاب الإلكترونية    ||    عدد المشاهدات: 17

أربع حلقات مهمة عن كرتون الأطفال وألعاب الجوال والألعاب الإلكترونية (1)
بقلم الدكتور صادق بن محمد البيضاني 

الحلقة الأولى: كرتون الأطفال والإيحاءات المسمومة


في كثير من البيوت، صار الطفل يواجه الشاشات أكثر مما يواجه وجوه والديه. يجلس أمام التلفاز أو الهاتف، فتتحول الدقائق إلى ساعات، وتتحول الرسوم المتحركة التي كانت يوما وسيلة للتسلية البريئة إلى أداة خفية لهدم الفطرة وتشويه المفاهيم.

لم تعد أفلام الكرتون كما كانت من قبل، بل صارت تحمل بين مشاهدها ألفاظا بذيئة، وإيحاءات جنسية، وحركات لا يعي الطفل معناها، لكنها تنطبع في ذاكرته وتفسد نقاء قلبه شيئا فشيئا. 
بل تجاوزت بعض هذه الأعمال حدود التسلية إلى الترويج لأفكار خطيرة، كالتشكيك في الفروق بين الجنسين، وإدخال شخصيات يظهر فيها الذكر في هيئة أنثى والأنثى في هيئة ذكر، في محاولة لتطبيع الانحراف وتقديمه للأجيال على أنه أمر طبيعي لا يستنكر.

إن الأطفال أمانة بين أيدي الآباء، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).

وهذه الأمانة لا تقتصر على إطعام الجسد، بل تشمل تغذية القلب والعقل وحماية الفطرة من العبث والتشويه.

إن ترك الأطفال أمام الشاشات بلا رقابة يشبه من يلقي بصغيره في بحر متلاطم ثم يطمئن أنه في أمان. 
فخطر الإعلام على النشء لم يعد خفيا، إذ تسعى بعض الجهات إلى نزع الحياء من قلوب الصغار قبل أن يعرفوا معناه، وإلى إعادة تشكيل عقولهم بما يخدم حضارة لا ترى في الرذيلة عيبا ولا في الشذوذ منكرا.

قال الله تعالى: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون).

فواجب المؤمن أن يصون بيته من هذه التيارات، وأن يجعل في بيوت المسلمين البديل النقي: قصص القرآن، وسير الأنبياء، وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وسير الصحابة وغيرهم من السلف الصالح، فهي التي تنبت في النفوس الطهر، وتغرس في القلوب معاني الحياء والعفة.

ومن أعظم ما يعين على حماية الأبناء: التربية الواعية، والغيرة على الفطرة، والدعاء الصادق بأن يحفظهم الله من فتن العصر. 
فإن الطفل إذا تربى على النقاء، نشأ رجلا عفيفا أو امرأة صالحة، وكان برّا بوالديه في الدنيا، وذخرا لهما في الآخرة.

قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون).

فليكن كل بيت حصنا يحمي أبناءه من هذا التيار الجارف، ولتكن العيون يقِظة، والقلوب مشفقة، حتى لا نفقد جيلا لا يعرف من الطفولة إلا الكرتون، ولا من الكرتون إلا الرذيلة.

وفق الله الجميع لطاعته، وألهمهم رشدهم.




اقرأ أيضا



للتواصل معنا

فايس واتساب تويتر تلغرام