أربع حلقات مهمة عن كرتون الأطفال وألعاب الجوال والألعاب الإلكترونية (2)
بقلم الدكتور صادق بن محمد البيضاني
الحلقة الثانية: أفلام الكرتون تحارب الفطرة والعقيدة الصحيحة
لقد تحولت أفلام الكرتون في كثير من الأحيان إلى أدوات فكرية وتربوية خطيرة تتسلل إلى عقول الأطفال دون وعي من الأسرة.
يدخل الطفل إلى عالم الألوان والخيال، لكنه يخرج أحيانا بعقيدة مشوشة، وفطرة منقوصة، ونظرة للحياة بعيدة عن قيم الدين والأخلاق.
في عدد من هذه الأعمال تظهر ألفاظ تمس الدين وتطعن في الإيمان، فيسمع فيها سب للآلهة أو استهزاء بالشعائر والمقدسات بطريقة غير مباشرة، تقدم للطفل في قالب من المزاح أو المغامرة. فينشأ الصغير وهو يستهين بما ينبغي أن يعظم، ويعتاد سماع ألفاظ لا تليق بالله ولا بدينه، دون أن يشعر بأن هذا منكر أو خطأ.
وفي مشاهد أخرى، تعرض أساطير وخرافات تنسب إلى الكون والخلق، تحكي عن آلهة متعددة تتصارع أو تتعاون لصنع العالم، فيتلقاها الطفل على أنها قصص جميلة، بينما هي في حقيقتها هدم لمفهوم التوحيد الذي هو أساس الإيمان.
ومع تكرار المشاهدة، تضيع الحدود بين الحقيقة والخيال، وتضعف الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهي الإقرار برب واحد، وهو الله وحده، لا شريك له.
ولا يقف الأمر عند ذلك، بل تتعمد بعض الأعمال إدخال مشاهد لعلاقات غير لائقة بين الأطفال أنفسهم، أو بين شخصيات الكرتون، في صورة حب بريء أو علاقات صداقة خاصة، تقدم بعبارات ناعمة وصور جذابة.
لكن هذه المشاهد تزرع في النفوس الصغيرة بذور الانحراف، وتكسر حاجز الحياء الذي هو من الإيمان.
كما تروج بعض الرسوم لفكرة الحرية المطلقة، وأن الطفل لا يحتاج إلى طاعة والديه أو احترام المعلم، وأنه يستطيع أن يعيش كما يريد دون قيد أو ضابط. وهي رسائل تغرس ببطء في النفوس، حتى ينشأ الجيل القادم متمردا على القيم، نافرا من كل سلطة تربوية أو دينية.
إن أخطر ما في هذه الأفلام أنها تقدم الباطل في ثوب الجمال، وتغلف الانحراف بالمرح والضحك، فيسقط الطفل في الفخ دون مقاومة. قال الله تعالى: (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون).
الواجب على الأسرة أن تكون على وعي بهذه المعركة الخفية، وأن تراقب ما يشاهده أبناؤها، وألا تتركهم فريسة للشاشات التي تصوغ عقولهم كما تشاء، ممزوجة بالتلوث والضياع.