تعريف الطاغوت، وحكم من يصف حكام المسلمين حاليا بالطواغيت
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
س 613: سائل يسأل ويقول: ما هو تعريف الطاغوت، وما رأي فضيلتكم فيمن يصف حكام المسلمين بالطواغيت؟
ج 613: الطاغوت مأخوذ من الطغيان: وهو ما تجاوز به العبد حدَّه من معبودٍ أو متبوعٍ أو مطاعٍ؛ فإبليس طاغوت، ومثله من عُبد من دون الله، ومن ادعى علم الغيب، ومن دعا الناس إلى عبادته، ومن حكم بغير ما أنزل الله زاعماً أن حكمه بغير ما أنزل الله أنفعُ للناس من حكم الله، أو أنه مساوٍ لما أنزل الله، أو أنه مخيّر بين أن يحكم بما أنزل الله أو يحكم بغيره في ما ينافي الشرع، أو أن الحكم بغير ما أنزل الله المنافي لأحكام الشريعة المنزلة جائز، فهو طاغوت لقوله تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا"(1).
ولذا فإن من كان كذلك من الحكام أو المحكومين فهو طاغوت، ولكن لا يجوز أن يعمم ذلك على كل حاكم حتى يُتأكد مما ذكرناه من الضوابط، ثم إذا ثبت ذلك فلا يخوض في ذلك إلا العلماء الأجلاء الذين يعرفون مفاسد ومصالح هذا القول، أما العامة والرعاع ومن ينتسب للعلم وليس من أهله ومن لا نصيب لهم في علم الاجتهاد كبعض الدعاة المتعجلين فخير لهم أن يسكتوا؛ فإن جهلهم يضر بالأمة، لأنهم لا يُقدِّرون الأمور بمقاديرها، ولا يضبطون باب المصالح والمفاسد لقلة علمهم وفهمهم، وبذلك يتسببون في إضرار الأمة، وهذا ما حصل أيام ثورات الربيع المشؤوم عام 2011م، التي كنا نحذر من مغبتها وما سينتج عنها لكن للأسف طغى دعاة التحزب والجهل والتعجل على أهل العلم والحلم والبصيرة فأفسدوا شبابنا وإخواننا العوام حتى دفعوا بهم إلى ساحات المظاهرات والاعتصامات، وكانت النتائج سلبية كما كنا نتوقعها، ومع ذلك لم يعقل الكثير منهم حتى الآن رغم أن الفأس قد وقع على الرأس، وبالله التوفيق.
ـــــــ
([1]) سورة النساء: (60).