الخليفة القحطاني غير الجهجاه والسفياني
الحلقة (6) والأخيرة
بقلم الدكتور: صادق بن محمد البيضاني
الخليفة القحطاني غير الجهجاه، وهذا ما دلت عليه السنة الصحيحة، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل يقال له الجهجاه".
وفي رواية خارج مسلم، عند الترمذي وأحمد بلفظ: "حتى يملك رجل من الموالي، يقال له: الجَهجاه".
وهذه الرواية نص صريح على أن الجهجاه: من الموالي يعني: المماليك وهم العبيد، بينما القحطاني رجل عربي من قحطان، وهم أصل اليمن، وكل قبائل قحطان عرب أحرار.
ومعنى الجهجاه في لغة العرب: الصيَّاح، مأخوذ من جهجهة المحاربين في المعارك، تقول : جهجه المحارب إذا صاح، ولا يُعرف اسمه، واحتمل بعضهم أنه ذو السويقتين الذي يخرب الكعبة بعد موت عيسى بزمن، وهذا مجرد اجتهاد لا دليل عليه، وحديث ذي السويقتين في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي- صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة" وعند البخاري من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ: "كأني أنظر إليه أسود أفحج ينقضها حجراً حجراً - يعني الكعبة"، ومعنى "أفحج": الذي تدانت صدور قدميه وتباعدت عقباه.
وأخرج الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - نحوه وزاد زيادة شاذة ومعلة بعنعنة محمد بن إسحاق صاحب المغازي بلفظ "ويسلبها حليها ويجردها من كسوتها، فلكأني أنظر إليه أصيلع، أفيدع يضرب عليها بمسحاته، أو معوله"، والمسحاه: آلة لجرف الأرض وما على ظاهرها من أحجار وأتربة ونحوها، والمعول: ما يُضرب به الحجر والأرض، ومعنى "أفيدع" أعوج في المفاصل:
والحاصل: أنه لا يُعرف عن الجهجاه سوى أنه من الموالي، ومن علامات الساعة، ولا يُعرف اسمه ولا زمنه البتة، وليس من عادة العرب أن تسمي أو تلقب بالجهجاه، بل ذلك معروف عن أهل فارس، ولعل الصحابي جَهْجَاهَ بن سعيد بن سعد بن حرام بن غفار الغفاري رضي الله عنه، سُمِّي باسم فارسي كما حصل ذلك لبعض العرب، لكون العرب تداخلوا مع فارس قبل الاسلام، وحصلت بينهم حروب عظام.
ولا يصح دليل على أن الجهجاه رجل صالح أو فاسد أو ظالم، كما لا يصح دليل على أنه المهدي.
وليس القحطاني هو السفياني، ولا يصح في خروج السفياني حديث صحيح.
وبهذا المقال نصل إلى نهاية هذه الدراسة بجميع حلقاتها الست، والحمد لله، أولاً وآخراً.