لله ثم للتاريخ، هذا ما أحدثه الحوثيون في اليمن (15)
بقلم الدكتور صادق بن محمد البيضاني
الحلقة الخامسة عشرة: الحوثي ونهب أموال اليمن
منذ أقدم العصور كان اليمن يعرف بأرض السعيدة، بخيراته وثرواته وتجارِه الذين جابوا الدنيا، وبسهوله الخصبة وموارده الوافرة، ومع الأزمنة تغيرت الأحوال نوعا ما، وبقيت فيه خيرات عظيمة، لكن في زمن الانقلاب الأسود تحت سطوة عصابة حوثية إيرانية إرهابية جعلت من مقدراته مزرعة خاصة لقيادتها، ومن خيراته وسيلة إذلال لأهله، ومن سلطتها طريقا للنهب المنظم.
لقد تحولت ثروات اليمن من مصدر عز وفخر إلى وسيلة قهر وتجويع، وحولت الميليشيا حياة اليمنيين إلى كابوس لا ينتهي، حيث ينام الجائع على صرخة ويستيقظ على جوع جديد.
وللتوضيح أكثر إليكم المحاور التالية:
المحور الأول: عشرات المليارات من الدولارات منهوبة
تشير التقديرات إلى أن العصابة الحوثية نهبت عشرات المليارات من الدولارات منذ انقلابها الدموي حتى اليوم. وهو مبلغ مهول يكفي لإعمار اليمن من جديد، لكنه ذهب إلى جيوب حفنة من قادة الميليشيا الذين جعلوا من الشعب رهينة يتجرع الفقر والحرمان.
المحور الثاني: الفقر سلاح والجوع أداة إذلال
حول الحوثيون الفقر إلى سياسة رسمية، والجوع إلى وسيلة إذلال.
نهبوا المرتبات فتركوا الموظفين بلا قوت ولا أمل.
ابتلعوا المساعدات الإنسانية فجاع الفقراء بينما تكدست مخازن القيادات بالثروات.
افتعلوا الأزمات الاقتصادية من انعدام الوقود إلى التضييق على التجار ليبقوا الشعب في دائرة المعاناة الدائمة.
المحور الثالث: جحيم الحياة اليومية
لم يعد اليمني يبحث عن الرفاهية، بل عن لقمة تسد رمقه، ودواء يحيي طفله، وكسرة خبز تبقي أسرته على قيد الحياة.
لكن الحوثي جعل حياة الناس جحيما، لا أمان فيها ولا كرامة، حيث يقتات الشعب على الألم، بينما تتنعم قياداته بالبيوت الفارهة والأرصدة وتهرب الأموال إلى إيران وملاذات آمنة في الخارج.
المحور الرابع: مشروع فساد ممنهج
ما يحدث ليس فسادا عابرا، بل هو مشروع منظم لتحويل موارد اليمن إلى رافد لآلة الحرب الحوثية ولخدمة المشروع الإيراني.
النفط والغاز والجمارك والضرائب والموانئ وغيرها كلها صارت مغنما بيد الحوثيين، والنتيجة: بلد منكوب، وشعب منهك، واقتصاد يترنح تحت أنياب عصابة لا تعرف إلا لغة السلب والنهب.
والحاصل: أن نهب الحوثيين لمليارات الدولارات لم يترك لليمن سوى الخراب والفقر والجوع، وسيظل شاهدا على واحدة من أبشع الجرائم الاقتصادية في تاريخ الأمة. واليوم، لم يعد السؤال: كم سرق الحوثي؟ بل إلى متى يبقى اليمن رهينة لعصابة جعلت من وطن بأكمله ضحية لمشروع إيراني عابر للحدود؟