لله ثم للتاريخ، هذا ما أحدثه الحوثيون في اليمن (20)
بقلم الدكتور صادق بن محمد البيضاني
الحلقة العشرون: الحوثي وتدمير اليمن باسم الدفاع عن غزة - شعارات كاذبة وسيوف مغروسة في خاصرة الوطن
غزة، الشماعة الحوثية لتبرير الخراب الذي لا يتوقف، فمنذ سنوات، والحوثي يرفع شعار الموت لإسرائيل، ونصرة فلسطين، والتحرك من صنعاء إلى القدس، لكنه في الواقع مغازلة سياسية لكسب الرأي العام، الذي يدرك عقلاؤه كذب الحوثيين وخداعهم.
ويتضح الواقع المرير بجلاء من خلال المحاور الآتية:
أولا: من الذي دمر اليمن؟
منذ انقلابهم في عام 2014م، لم يسجل للحوثيين أي عمل عسكري حقيقي ضد الكيان الصهيوني سوى صواريخ ومسيرات مؤخرا بين الحين والآخر يطلقها الحوثي على دولة بني صهيون كشماعة باسم الدفاع عن غزة، بيد أن صواريخ الحوثي لم تسجل حتى الآن مقتل صهيوني واحد منذ بدء حرب غزة قبل عامين حتى اليوم.
وكلما ارسلوا صاروخا أو مسيرة إلى دولة بني صهيون سمعنا صراخ الحوثيين وبياناتهم الكاذبة المزيفة التي يلقيها المتحدث الرسمي باسم مليشيا الحوثيين: وأنهم حققوا اهدافهم وأوجعوا العدو الصهيوني، والواقع يكذب ذلك تماما.
وبالمقابل:فجروا مساجد ودور تحفيظ ومراكز علمية وبيوت علماء ومصلحين، ومؤسسات الدولة، وسرقوا رواتب موظفيها، وقطعوا رواتب المعلمين، ودمروا مدارس كثيرة، وحولوا بعضها إلى ثكنات عسكرية، وأنشطة تخدمهم، وزجوا بالشباب إلى محارق الموت والاقتتال الداخلي كما تقدم في حلقات سابقة.
ثانيا: الحوثي يحاصر تعز وبعض المناطق اليمنية ويصرخ من أجل غزة.
كيف لعاقل أن يصدق من يدعي نصرة غزة، وهو يحاصر تعز وبعض المناطق اليمنية منذ تسع سنوات؟
كيف لعاقل أن يصدق نواياه، وهو يزرع الألغام في بيوت الأبرياء، ويهجر السكان، ويهدم القرى على رؤوس ساكنيها؟
ثالثا: الحوثي وحصار غزة الإعلامي.
لا ننكر واجب الأمة تجاه فلسطين، ولكن: هل كانت غزة تنتظر من الحوثي أن يخنق اليمن كي يناصرها؟
هل كانت بحاجة لمن يحول مأساتها إلى ذريعة لبناء مشروع طائفي عنيف داخل اليمن؟
رابعا: خداع الشعارات، الوجه الآخر للحرب الحوثية.
الشعار الحوثي ليس دينا ولا مبدأ، بل هو وسيلة لتجنيد الصغار، وتخدير العقول، وتمرير مشروع إيراني طائفي.
كلما ضاق عليه الداخل، رفع شعار فلسطين، ليصرف الأنظار عن جرائمه.
وكلما احتاج وقودا جديدا لحروبه، فتح خطاب القدس على أبنائنا وأعطى توجيه التحشيد.
خامسا: من يريد القدس، لا يقاتل أهل السنة.
لو صدق الحوثي في نصرته لفلسطين: لما حارب علماء أهل السنة في اليمن، ولما أغلق مراكز العلم، ودور الحديث، والتحفيظ، ولما تحالف مع مشروع يمزق الأمة من داخلها، ويوالي إيران رأسا.
والحاصل: أن القدس لا تتحرر على جثث اليمنيين، ولا تسترد بدماء أطفالهم، ولا ترفع رايتها عبر أنفاق الظلم الطائفي الذي يحفره الحوثي في كل زاوية من وطننا.
فيا من تدعي نصرة غزة: ابدأ برفع يدك عن صنعاء، وعن صعدة، وعن تعز، وعن مأرب، وعن جميع المناطق التي احتليتها باسم النبي وآله.
ثم تعال حدثنا عن الجهاد.
كفى خداعا، فكل صاروخ يقتل يمنيا، لا يحرر فلسطينيا، بل يربح منه الاحتلال الصهيوني ألاف المرات.
والله من وراء القصد.