السبت 18 ربيع الآخر 1447 هـ || الموافق 11 أكتوبر 2025 م


قائمة الأقسام   ||    لله ثم للتاريخ، هذا ما أحدثه الحوثيون في اليمن    ||    عدد المشاهدات: 30

لله ثم للتاريخ، هذا ما أحدثه الحوثيون في اليمن (19)
بقلم الدكتور صادق بن محمد البيضاني

الحلقة التاسعة عشرة: الحوثي والطعن في الصحابة


في زمن التبست فيه المفاهيم، وتجرأ فيه أقوام على خيار الأمة ومصادر عزها، طلع علينا الفكر الحوثي بطعون ظالمة في خير القرون، أولئك الذين حملوا نور النبوة إلى العالمين، الصحابة الكرام رضوان الله عليهم. 
لم يكن الطعن فيهم مجرد إساءة لأشخاصٍ مضوا، بل هو طعن في الدين نفسه، إذ هم نقلة الوحي وحملة الرسالة.

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك تحذيرا شديدا فقال كما في الحديث المتفق: (لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه).

فمن ذا الذي يجرؤ بعد هذا التحذير على النيل من مقامهم؟ 
إن ما يفعله الحوثيون من تشويه لسمعة الصحابة وبث الأكاذيب حولهم إنما هو امتداد لخط فكريّ منحرفٍ أراد تمزيق الأمة وبث الشك في أصولها. 

وسأسرد في هذا المقال بإيجاز أبرز الأمثلة على طعن الحوثيين في الصحابة رضوان الله عليهم:

أولا: طعن بدر الدين الحوثي للصحابة.
في كتابه تحرير الأفكار (ص480) قال: (ثبت بهذا أن الصحبة لا توجب لصاحبها العصمة، وحينئذ فلا مانع من الكلام فيمن ظهر منه جارح يمنع قبول روايته).
وفي كتاب الحرب في صعدة من أول صيحة إلى آخر طلقة للصنعاني (ص19) قال الهالك بدر الدين الحوثي: (أنا عن نفسي أؤمن بتكفيرهم، لأنهم خالفوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم).

ثانيا: طعن ولده الهالك حسين الحوثي في الصحابة. 
من خلال دروسه (دروس من هدي القرآن - سورة آل عمران والمائدة) حيث قال: (معاوية سيئة من سيئات عمر في اعتقادي، ليس معاوية بكله إلا سيئة من سيئات عمر بن الخطاب، وأبو بكر واحدة من سيئاته، وعثمان واحدة من سيئاته، كل سيئة في هذه الأمة، كل ظلم وقع للأمة، وكل معاناة وقعت فيها، المسؤول عنها أبو بكر وعمر، عمر بالذات، لأنه هو المهندس للعملية كلها فيما يتعلق بأبي بكر).

كما تحدث حسين الحوثي عن الخلافة الراشدة قائلا: (ما زال شرها إلى الآن، وما زلنا نحن المسلمين نعاني من آثارها إلى الآن، كانت طامة بشكل عجيب... والأمة كل سنة تهبط نحو الأسفل جيلا بعد جيل إلى أن وصلت تحت أقدام اليهود، من عهد أبي بكر إلى الآن).

ثالثا: الطعن في الصحابة من خلال المناهج الدراسية.

في عام 2012م، طالبت صحيفة المسار الحوثية بإلغاء سورة النور من المناهج الدراسية، التي تبرئ السيدة عائشة رضي الله عنها من حادثة الإفك، بحجة أنها تثير الفتنة الطائفية.

رابعا: الطعن عبر الصحف الرسمية.

في اليمن، نشرت صحيفة الثورة الرسمية التي يسيطر عليها الحوثيون، قصيدة مسيئة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، مما أثار غضبا واسعا داخليا وخارجيا. 
هذا الحدث وقع في سبتمبر 2015م، وكانت القصيدة للشاعر همدان اليماني، ردا شعريا على الأمير خالد الفيصل، لكن التطاول كان على زوجة النبي صلى الله عليه وسلم. 
وقد أنكر علماء اليمن هذه الإساءة، واحتج الشعب على مواقع التواصل، كما أدان الأزهر الحدث واعتبره جريمة تستدعي محاسبة المسؤولين.

خامسا: طعن الخطباء والوعاظ في الصحابة.

يستخدم وعاظ وخطباء الحوثيين ألفاظا مسيئة للطعن في الصحابة، مستندين إلى محاضرات ودروس وملازم الهالك حسين الحوثي، خصوصا في خطب الجمعة والمناسبات الشيعية مثل يوم الغدير  وعاشوراء ومجالس القات، ونحوها.

سادسا: طعون المنابر الإعلامية الحوثية في الصحابة.

ظهرت تصريحات ومواقف الطعن في الصحابة عبر وسائل الإعلام الحوثية، مثل قناة المسيرة، التي تنقل الدعاية العسكرية والسياسية للجماعة، بالإضافة إلى صفحات التواصل الاجتماعي لكثير من قيادات الحوثيين ودعات التشيع والرفض في اليمن، ممن يكيلون الطعون لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

اللهم اكفِنا شر الحوثيين ومن والاهم، وادحر باطلهم، وأظهر الحق الذي طمسوه، ورد عن الأمة كيدهم ومكرهم.
اللهم احفظ بلاد المسلمين من الفتن والضلال، واجمع قلوبهم على كتابك وسنة نبيك، وثبتهم على الحق المبين.




اقرأ أيضا



للتواصل معنا

فايس واتساب تويتر تلغرام