لله ثم للتاريخ، هذا ما أحدثه الحوثيون في اليمن (21)
بقلم الدكتور صادق بن محمد البيضاني
الحلقة الواحدة والعشرون: الحوثي وعداوته لبلاد الحرمين - قلبه معقم من الحب وأفعاله ملأى بالبغض
منذ أن خرجت جماعة الحوثي من كهوف صعدة، وهي تملأ الأرض ضجيجا بالكراهية لكل من هو سنيّ، ولكل معلم يوحي باعتدال الدين ونقائه.
لم تكن السعودية ــ بما تمثله من قيادة دينية وسياسية للعالم الإسلامي ــ استثناء من هذا العداء، بل كانت في صدارة الخصوم المستهدفين.
العداوة التي يكنها الحوثي لبلاد الحرمين ليست مجرد موقف سياسي عابر، ولا خلافا حدوديا، بل هي عداوة عقائدية متجذرة، تنضح بها ملازمه، ويتقيأها خطباؤه في المنابر، وتروى لأطفاله في ملازمه الثقافية التي تخرج أجيالا على الحقد لا على الفهم.
منابرهم لا تكاد تخلو من سب مباشر أو تلميح خبيث ضد المملكة وعلمائها، إذ يصورون السعودية بأنها أصل الشر، وأنها منبع ما يسمونه الوهابية، وهم في الحقيقة لا يعنون بها إلا الإسلام السنيّ النقي، الذي لا يعترف بخرافاتهم، ولا يركع لإمامتهم الباطنية.
في ملازم حسين الحوثي، يتكرر ذِكر السعودية كـ أداة صهيوأمريكية، ويتهم علماءها بالعمالة، ويحرض ضدهم ليل نهار، ويدرس ذلك في مراكز مغلقة موجهة للأطفال والمراهقين في المناطق التي يسيطرون عليها.
ولم يكتفِ الحوثي بشن حرب لفظية، بل ترجم عداءه إلى صواريخ وطائرات مسيرة، أُطلقت على مدن مكة والرياض وجدة وجازان، بل وعلى منشآت مدنية، كمطار أبها ومصفاة أرامكو في جدة.
أطلقوا صاروخا باليستيًا تجاه مكة المكرمة في عام 2016م، فأسقطته الدفاعات السعودية قرب الطائف.
تخيل! حتى أطهر بقاع الأرض لم تسلم من أحقادهم!
ضربوا مطارات مدنية فيها مئات المسافرين، واستهدفوا منشآت الطاقة، ومحطات الكهرباء، لإلحاق الضرر بالشعب السعودي، لا بالحكومة فقط.
روج إعلامهم لخطابات صريحة بأن الحرب مع المملكة واجبة دينيا، وجعلوها من شعائر الجهاد لا من ضرورات السياسة.
والسؤال: من يخدمون؟ من خلفهم؟
كل من يعرف خيوط اللعبة، يدرك أن الحوثي لا يتحرك من تلقاء نفسه، بل هو أداة إيرانية طائفية، تم تنفيذها ضمن مشروع تصدير الثورة الخمينية إلى العالم العربي، ولا سيما في جوار الحرمين الشريفين.
كيف يعادي الحوثي دولة وقفت بكل ثقلها مع اليمن في تنميته وتعليمه وتطبيبه، وقدمت له المليارات في صورة منح ومساعدات ومشاريع؟ كيف يرفع يده بالصاروخ على من مدت له يد الإحسان؟ إنه الحقد الطائفي حين يعشعش في القلوب، فيطمس العيون، ويقتل الوفاء.
الحوثي لا يريد أن تكون السعودية دولة جوار، بل ضحية ابتزاز، وإن لم تركع، فهي هدف شرعي.
لذا فهو يحرض الأطفال في ملازمه على كراهية المملكة، ويصور الحروب ضدها بأنها نصرة للإسلام مع أنها حرب ضد بلد فيها قبلة المسلمين، وفيها نزل الوحي، ومنها شع نور التوحيد.
فلماذا العداء إذا؟
لأن المملكة تعني الوسطية التي تهدم خرافاتهم، وتعني السنة التي تفضح بدعهم، وتعني قيادة العالم الإسلامي، التي يحلمون بسرقتها.
السعودية ليست خصما سياسيا فحسب، بل خصم عقائدي، يكرهونها لأنها تمثل النقيض الكامل لمذهبهم: لا إمامة غيبية، ولا عبودية لغير الله، ولا دين يبنى على الكراهية والتحريف.
لذلك على الناس أن يفهموا: أن كره ومعركة الحوثي ضد السعودية بسبب العقيدة والدين، وأن سلاحه ليس لليمن وحدها، بل موجه إلى مكة والمدينة، ليغرس مشروع إيران على أنقاض أقدس أرض عرفها الإنسان.
والله من وراء القصد.